عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الأنامل الحريرية
15 سبتمبر 2020
نسمة رضا


بفرشهم الناعمة يزيحون الأتربة المتراكمة عبر الزمن عن المومياوات، الأخشاب، المعادن، الزجاج، الحجارة أو اللوحات.



في كواليس الآثار المصرية كتيبة من أصحاب الملابس البيضاء يعملون في صمت. وبالرغم من أن عددهم لا يتعدي 2500 من الإناث والذكور فإنهم موزعون بين هذا الكم الهائل من الآثار التي بهرت العالم.. هدفهم ليس تجميل الأثر بل الحفاظ عليه للأجيال القادمة.إنهم مرممو وزارة الآثار.



هوجموا مرارا، وحوربوا كثيرا إلا أنهم صبروا وثابروا، درسوا واطلعوا علي أحدث ما وصلت إليه تقنيات الترميم الحديثة، وأثبتوا للعالم مهاراتهم المصقولة بالعلم والخبرة. هذه الخبرة التي تكونت وتراكمت عبر سنوات طويلة عاشوها في رحاب الآثار.



يتمتعون بقوه ملاحظة ودقة، فما أن يقع الأثر تحت أيديهم حتي يقوموا بالكشف ثم التشخيص ثم مرحلة الإسعافات الأولية. وبأياديهم الخبيرة يتدخلون ويتعاملون مع كل حالة بحرص وحذر شديدين. مراحل عديدة يمر بها الترميم تبدأ بالفحص والتحليل والدراسة والتوثيق للقطعة الأثرية لتصل إلي اختيار أنسب الخامات وأقربها للتدخل حتي لا يفقدوا هذا الغالي النفيس.



يفضلون دائما لقب «أخصائي ترميم» ، فكما إن البشرية لا تستطيع الاستغناء عن الأطباء والعلماء فان الآثار لا حياة لها بدون ترميم. ولا تستطيع الدول الاستغناء عمن يعيدون الحياة لحضارتها. تحية من القلب لهذه الكتيبة المقاتلة.