عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الأستاذ ونصيحة هيتشكوك!
5 سبتمبر 2020
أحمد السماحى
مع مشيرة إسماعيل في فوازير «عمو فؤاد»


كانت كلماته فى برنامجه «كلمتين وبس» بالتعاون مع الكاتب الكبير أحمد بهجت، بمثابة دفتر أحوال الشارع المصرى فى تفاصيله الدقيقة كل يوم، إنه الأستاذ الذى قيل عنه الكثير وكتب أكثر.



فى منتصف الخمسينيات حضر إلى القاهرة المخرج العالمى «هيتشكوك»، وعرف نجمنا بالخبر فذهب للقائه، وسأله «هيتشكوك» من أنت؟! فأجاب فنان مصرى وأريد منك نصيحة، فسأله وما هو مجالك، فقال: «المسرح»، فقال له: أهم شىء فى المسرح أو السينما أو التليفزيون هو «النص»، فهو الأهم فى كل الوسائط الفنية. هذه النصيحة وضعها «فؤاد المهندس» نصب عينيه على مدى مشواره، فكان لا يقدم عملا فنيا إلا ومعه «ورق» رائع، خاصة فى المسرح الذى يعتبره أحب المجالات إلى قلبه، لهذا أصبح الزعيم الحقيقى لجمهورية الكوميديا العربية، وأحد عمالقة الكوميديا فى مصر، ويعد مدرسة فى الدقة والالتزام الفنى والأخلاقى.



فى فترة الستينيات والسبعينيات كان أحد مفردات الترفيه لدى الأسرة العربية، حيث يجتمع المصريون فى رمضان كل عام ليسعدوا بأعماله الإذاعية الجديدة التى قدمها مع شريكة عمره وحبه «شويكار» التى كونت معه ثنائيا فنيا لم يتكرر، وكان النجاح صديقهما ينتقل معهما من مجال إلى آخر. وبعد انفصاله عن رفيقة المشوار الفني، كان ينتظره ملايين الأطفال يوميا من خلال فوازيره الرمضانية «عمو فؤاد».



وكان شغفه وولعه بالمسرح سببا فى شفائه من أزمة قلبية حادة، ففى أثناء بروفات مسرحية «إنها حقا عائلة محترمة» أصيب بأزمة قلبية، وعند خروجه من المستشفى زاره وزير الصحة وقتها «إبراهيم بدران» وأكد له ضرورة الراحة، فقال له: إنه يشعر بالراحة على خشبة المسرح، وكان يتابعه فى البروفات طبيبان من معهد القلب، ووضعا له «جهازا طبيا» بجوار القلب لمدة 24 ساعة، وبعد أربعة أيام من العرض فوجئ بهما يبلغانه أن الجلطة اختفت تماما، وقد تأكدا يومها أن السر فى المسرح! رحم الله «الأستاذ» الذى ولد وتوفى فى شهر سبتمبر.