عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
اللغة العربية فى خطر.!
2 سبتمبر 2020
◀ د. محمد محمد سالم


شاركت فى المؤتمرات المتعاقبة للمجلس الدولى للغة العربية بدبي، وقد أكدت الدراسات والأبحاث التى قُدمت فى المؤتمرات أن طلاب وطالبات مؤسسات التعليم العالى يعانون ضعفا كبيرا فى قدراتهم ومهاراتهم ومعارفهم اللغوية، وأن هذا يؤثر سلبياً على مستوى تحصيلهم الدراسى واستيعابهم، وعلى القيام بواجباتهم فى جميع التخصصات.



ومن الملاحظ أن ظاهرة الضعف اللغوى تعاظمت فى الآونة الأخيرة نتيجة ظهور اللغة الهجينة التى اصطلح عليها الشباب باسم (العربيزي) أو (الفرانكو أراب) وتنامت بشكل سريع فى الأوساط الشبابية، وهى ظاهرة لغوية وليدة الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل مع بعضهم البعض باستعمال خليط من اللغة الإنجليزية والعربية واللهجات الدارجة. ويغلب على الحرف المستعمل فى كتابتها والتلفظ بها الحرف اللاتينى مع استبدال حروف العربية بأرقام لاتينية تستعمل فى المواقع المختلفة للتواصل الاجتماعى والدردشة. ومن هنا كثرت الأخطاء اللغوية الشائعة المخالفة للمسموع من اللغة وأصولها الثابتة، وعدم السلامة فى الأسلوب وتركيب الجُمل تركيباً ينُم عن التكلف، وغلبة الركاكة وإهمال علامات الترقيم من فاصلة وقاطعة وشارحة وغيرها إهمالاً تاماً والقضاء تقريباً على النطق الصحيح للذال والثاء والظاء، وغيرها من الأخطاء المتعلقة بالكتابة واللغة اللفظية. ولقد أولت مراكز الأبحاث العالمية أهمية خاصة للغة الوطنية التى تعمل بها وتستخدمها فى الميادين البحثية علمية كانت أو تقنية أو صناعية أو إنسانية أو اجتماعية. وهذا مالم تحظ به اللغة العربية مقارنة بغيرها من اللغات فى البلدان المتقدمة التى تعطى الأولوية للغة فى مؤسساتها ومراكز أبحاثها بصفتها الناقل والموصل لتلك الأبحاث والدراسات والابتكارات والاختراعات.



كما حظيت اللغة الأجنبية بالبحث والدراسة المستمرة فى مراكز الأبحاث المختصة باللغة وتطبيقاتها المختلفة وتم تفعيلها فى المجالات العلمية والتقنية والثقافية والإعلام وتوظيفها بطرق مختلفة فى الاقتصاد والتجارة والصناعة والتقنية وغيرها، بينما تعانى اللغة العربية من الإهمال وعدم توافر مراكز أبحاث لغوية تنقب فى قضايا اللغة وعلاقتها بالعلوم والتقنية والصناعة والثقافة والإنتاج وغيرها. والملاحظ أن من يعمل على توظيف اللغة العربية فى التقنية الحديثة هم غير المختصين من المجتهدين الذين لهم تأثيرهم السلبى على كيفية استخدام اللغة السليمة فى المصنوعات التقنية المختلفة. ومن هنا كان لزاماً أن تنشأ مراكز أبحاث متخصصة فى دراسة اللغة العربية تتعمق فى نشرها وتعليمها، وأن توظف الأبحاث والدراسات بما يخدم اللغة العربية ويسهم فى المحافظة عليها من تشويه التوظيف التقنى الخاطئ لها من غير المختصين. كما يجب أن يخضع جميع طلاب التعليم العالى بشكل مستمر لاختبارات تشخيصية تقيس مدى كفاءتهم اللغوية وتحدد مواطن الضعف لديهم للاستفادة من نتائجها فى معالجة الضعف اللغوى الذى يعانون منه من خلال مقررات دراسية فى مهارات اللغة العربية.