عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
..تاريخ من الكوارث
15 أغسطس 2020
سارة عبد العليم


عشرات الكوارث المروعة حدثت على مدار 104 أعوام كان السبب فيها انفجار نترات الأمونيوم بسبب سوء تخزينة أو استخدامه بشكل خاطيء.. نترات الأمونيوم هو مركب كيميائي آمن إذا تم التعامل معه بشكل صحيح. وعادة ما يتم استخدامه قي تصنيع السماد الزراعي لأنه غني بالمازوت. وتتحول إلىمادة قابلة للاشتعال إذا تم خلطها مع مواد كيميائية أخرى. .



شهد العالم أول كارثة نتجت عن انفجار نترات الأمونيوم في مقاطعة فافرشام البريطانية عندما وقع «الانفجار العظيم»في المملكة المتحدة عام 1916بسبب اندلاع حريق في مطحنة للبارود نتج عنها انفجار 700 طن من نترات الأمنيوم كانت موجودة بالقرب من موقع الحريق. وأسفر عن مقتل 115 شخصا وإصابة المئات. ويعتبر هذا أضخم انفجار شهدته بريطانيا على مدار القرن.



في عام 1921، انفجر مصنع شهير في أوباو بألمانيا حيث انفجر ما يقرب من 450 طنا من السماد الذي يحتوى على نترات الأمونيوم، نتيجة خلط نترات الأمونيوم مع ديناميت بطريقة خاطئه وهو ما تسبب في وقوع الانفجار.وأسفر عن مقتل 561 شخصا وتدمير مئات المنازل وإصابة أكثر من ألفي شخص. ولعل من أشهر الكوارث التي حدثت بسبب نترات الأمونيوم كارثة تكساس سيتي عام 1947 ، والتي نتجت عن انفجار 2300 طن من نترات الأمونيوم على سفينة شحن. واندلع حريق في مخزن السفينة، وبعد ساعة واحدة انفجرت السفينة ، مما أسفر عن مقتل المئات وإشعال النار في سفينة أخرى كانت راسية على بعد 250 مترًا وتحتوي على 1050 طنا من الكبريت و 960 طنًا من نترات الأمونيوم. أحدث الانفجار صدمة قوية حطمت النوافذ على مسافة 40 ميلًا وأطاحت بطائرتين صغيرتين كانتا تحلقان على ارتفاع 1500 قدم. وتوفي جميع رجال الإطفاء في هذا الانفجار الشهير. وفي عام 2013 ، حدث انفجار آخر في مصنع «ويست فيرتلايزر» للأسمدة في بلدة ويست غرب تكساس، أدى إلى مقتل 15 شخصا، حيث انفجر مخزون من نترات الأمونيوم في حادث متعمد. وفي فرنسا عام 2001، انفجرت كمية كبيرة قرابة 300 طن من نترات الأمونيوم مكدسة بكميات كبيرة في مستودع مصنع شهير في مدينة تولوز الفرنسية. وسمع دويه على بعد 80 كيلومترا وأدى إلى مقتل 30 شخصا وألحق دمارا هائلا في رابع أكبر مدن فرنسا. ومن أشهر الكوارث أيضا انفجارات تيانجين في الصين عام 2015، حيث اندلع حريق هائل في مستودع للبضائع الخطرة بشكل تلقائي بعد أن أصبح شديد الحرارة والجفاف، مما أدى إلى تفجير حوالي 800 طن من نترات الأمونيوم المخزنة في مكان قريب. وقتل 110 من أفراد الطوارئ و 55 من السكان والموظفين، وأصيب 798 شخصا. وخلف هذا الانفجار أضرارا جسيمة في الهياكل والبضائع في الميناء ، وتلف المباني السكنية المحيطة ، وأضرار بالغة بمحطة للسكك الحديدية. وثمة سؤال يطرح نفسه مع كل هذه الكوارث التي تتشابه في الشكل والمضمون. لماذا لا تزال الذاكرة البشرية عاجزة عن تلافي الأخطاء وأخذ العبرمن سيناريوهات متكررة يمكن تلاشيها بتطبيق المزيد من إجراءات السلامة!.