لبنان الجريحة.. نزيف لا يتوقف
فى قضية انفجار مرفأ لبنان الكارثى استوقفتنى عدة مشاهد أهمها أن هذا الحادث ليس مجرد تفجير لضواحى المدينة الجميلة ولكنه تدمير متعمد للبنية السياسية للدولة اللبنانية التى ظلت محورا ومسرحا للمتلاعبين بالمشرق العربي.. فمنذ سنوات طويلة ولبنان تدفع الثمن حادثا تلو الآخر وهذه الحوادث لا تنال من المنشآت والمبانى فقط لكنها تكسر الظهر السياسى اللبنانى ويكفى الإشارة إلى حادث اغتيال دولة رئيس الوزراء رفيق الحريرى وما خلفه من متاعب حتى الآن منذ فبراير عام 2005، أيضا ما تلاه من حوادث وتفجيرات مثل اغتيال الصحفيين الكبيرين سمير قصير وجبران توينى وكذلك اغتيال الوزير محمد شطح عضو تيار المستقبل عام 2013 وغيرهم كثير مثل تفجيرات طرابلس وتفخيخ أنطوان غانم ومحمود المجذوب قائد الجهاد الإسلامى وغيرهم وكل هذه الأحداث ومن قبلها الحرب الأهلية الطاحنة التى استمرت منذ عام 1975 حتى عام 1990 أسهمت فى تشريد مئات الآلاف ودمرت البنية السياسية للدولة اللبنانية ..لكن الذى يدعو للتفاؤل هو رغبة الأشقاء فى لبنان بالقفز على كل هذه المساحات المليئة بالآلام ومن ثم استمرار الحياة، أيضا زيارة الفنانة القديرة ماجدة الرومى موقع تفجير المرفأ وهى تعتذر للشباب اللبنانى فتقول: بعتذر منكم لأننا سلمناكم لبنان لا هى حرة ولا هى سيد ولا مستقلة.. وهى كلمة واضحة تلخص معاناة هذا البلد الغالى الذى مزقته الحروب الأهلية وعصرته التشاحنات الطائفية .. لكنها عادت لتقول أنتم الأمل القادم: أنا آتية لأحييكم وأقول لكم بتكبروا القلب.. ولمدينة بيروت المنكوبة قالت الفنانة الكبيرة : قومى من تحت الردم كزهرة لوز فى نيسان. قومى إن الثورة تولد من رحم الأحزان.