عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الضم بين النصب الدولى والكسرالفلسطينى!
25 يوليو 2020
د. محمد يونس


حذف محركا البحث أبل وجوجل دولة فلسطين من خرائطهما المعتمدة. وهكذا بدأ التواطؤ الرقمى والألكترونى مع خطط ضم الاراضى العربية المحتلة بفلسطين التى تتم وسط نصب دولى وكسر فلسطينى وسكون إقليمى إزاء قضية العرب المحورية فى مقابل حركة قوية تجاه النزاعات البينية، ليظل موقع المنطقةالعربية فى الجملة الدولية هو المفعول به مما جعلها فى محل (نصب) دائم يفتقرإلى الفتح المبين!



لم لا والعرب والمسلمون هم الذين يتكفلون حاليا بقتل بعضهم بعضا فى إفريقيا وآسيا تحت وطأة أحلام يقظة لأحفاد الإمبراطورية المريضة الذين كانت تركة جدهم المريض مدخلا لتقسيم الأمة فى سايكس بيكو لتأتى الاحلام الإمبراطورية والملك العضوض كمقدمة لتنفيذ سايكس بيكو2، حيث تشتعل الحروب من شواطئ البحر المتوسط الى سواحل بحر العرب، وكل الرايات تحمل شعار لا الله إلا الله: القاتل يردد الشهادة والمقتول ينطقها، ولسان حال الشعوب: لاحول ولا قوة الا بالله, ثم نتباكى على المؤامرات الخارجية.



فى هذه الاجواء لماذا نستغرب النصب الدولى تجاه قضايانا، الذى تقلص وتكلس فى عبارات وبيانات تعرب عن القلق الأممى تارة والتحذير من العواقب تارة أخرى، بينما لا تعرف طريقها الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذى لا يفتح الا لفتح نار على العرب فقط .



المحتل القديم تقاعد اليوم عن تدنيس يديه بسفك دماء العرب والمسلمين حفاظا على الحالة النفسية لجنوده الذين عانوا أمراضا نفسيةمنذ حرب الخليج، وترك المهمة لوكلاء محليين يبذلون الأرواح ويدفعون ثمن السلاح! فلم تعد الأراضى العربية فى سوريا والعراق اليوم محتلة من القوات الفرنسية او البريطانية كما كانت فى القرن الماضي، وإنما بوكلاء محليين اسماؤهم طيب و رجب وابراهيم، ولم تعد ليبيا تخشى الإيطاليين كما كان الحال أيام عمر المختار وإنما يتهددها نفوذ تركى بيد تحمل السلاح وأخرى تحمل عقود النفط، ولم تعد الجزيرة العربية مهددة من الامبراطورية البريطانية، وانما تخشى جيرانهم المسلمين على الضفة الأخرى من الخليج. كل هذا العبث جعل من العرب لقمة سائغة وأيتاما على موائد اللئام ومجالا لصفقات تستهدف مكاسب انتخابية لمحتلين فى الشرق ومحتالين فى الغرب.



وأحدث مسلسل انتهاك حقوق العرب الفلسطينيين خطة ضم الاراضى العربية المحتلة حيث أعطى الرئيس الامريكى ترامب، الذى لا يملك،لرئيس الوزراء الاسرائيلى نيتنياهو،الذى لا يستحق،الضوء الأخضرلضم المستوطنات فيما عرف اعلاميا بصفقة القرن لتتكرر نسخة أخرى من وعد بلفور الذى بالمصادفة ـ مضى مؤخرا قرن على صدوره، ووفقا لخطط الضم التى هى أصلا اغتصاب علني،ستوسّع إسرائيل سيادتها لتغطى معظم الأراضى فى غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، أى 30 % من الضفة الغربية. خطة الضم التى لاقت رفضا مصريا وعربيا هى انتهاك خطير لميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، وتتعارض مع القاعدة الأساسية التى أكّدها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة مرارًا، بأن الاستيلاء على الأراضى عن طريق الحرب أو القوة غير مقبول.بل إن هذه الخطة توضح، بحسب منظمة العفو الدولية،الاستخفاف السافر بالقانون الدولي،وترسخ الانتهاكات الجماعية لحقوق الإنسان الفلسطينى نتيجة للاحتلال، وترقى إلى جرائم حرب، لذا دعت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولى إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد مقترحات الضم، والمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، فى الأراضى العربية المحتلة. فماذا فعل المجتمع الدولي؟ لا فعل على الأرض، وإنما مجرد كلمات وبيانات تعبر عن رفض الخطط وتحذيرات من أنها قدتقوّض السلام وفرص حل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى .فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة، الحكومة الإسرائيلية إلى التخلى عن خططها لضمّ أجزاء من الضفة الغربية، معتبرا ذلك انتهاكا خطيرا للقانون الدولي.الموقف نفسه اتخذه الاتحاد الأوروبى محذرا من أن هذه الخطوة لن تمر دون اعتراض. كماحذرت روسيا إسرائيل من العواقب الوخيمة.فيما أكدت الصين رفضها لخطة الضم. ولكن أيا من هذه الدول لم تعلن انها سوف تتخذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل اذا نفذت هذه الخطة.



لذا لم يبق الا الرهان على وحدة البيت الفلسطينى ، فلا يمكن التبشير بتحول حقيقى للخروج من هذا المأزق الخطير بدون انهاء الخلافات الفلسطينية خاصة فى ظل هشاشة الوضع العربى المنهك، بالنزاعات، والاضطرابات، وغياب النظام الدولي،بل نخشى من أنه إذا استمر هذا الوضع الراهن، فلن يقتصر الأمر على حذف اسم دولة فلسطين من خرائط جوجل وأبل، وانما قد تحذف لا قدر الله ــ من خريطة العالم كله.