لم أجد أفضل توصيف يحمل دلالات رمزية مباشرة على ذاك السلوك المتهور المندفع نحو التصعيد العسكرى وقرع طبول الحرب فى الإقليم من قبل ديكتاتور العثمانيين الجدد فى تركيا حاليا السيد أردوغان أفضل من وصف سيد البيت الأبيض دونالد ترامب له بأنه ذاك الرجل الأحمق وبالتالى بات يجوز لنا طيلة الوقت تصور وتوقع سنوات طويلة من الاندفاعات والقلاقل وتصدير الفتن هنا وهناك ليس فى ليبيا وحدها خاصة أن الرجل بات يهوى تمزيق الخرائط فى الإقليم وإعادة رسمها من جديد بالدم والتنمر والتحرشات العسكرية وماحدث فى سوريا طيلة السنوات العشر الماضية ومن قبل ومن بعد فى العراق حاليا إلا جزء يسير من جبل الثلج الذى يغطى خطط المؤامرات وحبك سيناريوهات الحروب والاندفاعات واحتلال الدول ونهب وسلب ثرواتها ومواردها والسطو على أموالها كما يفعل حاليا فى ليبيا بتواطة وغطاء مباشر من رئيس حكومة الوفاق ومعسكر جماعة الأخوان المتمترس فى الغرب الليبى.
ولا يختلف أحد أن الهدف الأسمى لرجل تركيا المتهور هو الإقامة الطويلة فى ليبيا بوسادة وحاضنة من جماعات الإخوان فى الغرب فقط بل الحلم الأثير للرجل وحواضنه من طيف الجماعات الإرهابية التى تشكل ركائز وأدوات مشروعه التخريبى فى الإقليم وفى القلب منهم صقور الجماعة الإخوانية الذين يقيمون معه ويسكنون أنقرة وإسطنبول ويجيدون احتراف نضال الفنادق هناك وهم الذين خططوا وأشاروا عليه بمشروعه الحالى فى ليبيا هو الاستيلاء والابتلاع لكامل ليبيا ومن ثم تثبيت مشروع جماعة الإخوان هناك وتعويمه من جديد فى طرابلس الغرب بعد أن ضرب وسحق نهائيا فى مصر ومن ثم البدء فى مناكفات صارخة وتشغيل محركات العداء وتصدير الفتن لمصر لأسباب عدة منها تكسير أقدام هذا الوطن -مصر- ووقف ومنع العودة المظفرة لها حاليا فى الإقليم لتكون أحد الأرقام الصعبة والرئيسية فى رسم مستقبل المنطقة فى معارك الاشتباك الدبلوماسى والسياسى والاقتصادى بفضل نجاحاتها الأخيرة ورغبتها فى الانطلاق إقليميا ناهيك عن الاشتباك العسكرى لو احتاج الأمر كما هو الحال فى ليبيا حاليا ومن ثم تصير مصدر تهديد لتركيا وأخواتها من قوى محور الشر والفوضى والتخريب إيران وقطر أصحاب مشروع التمدد والتغلغل فى الإقليم وتدجين الفتن والحروب والسيطرة على دول المنطقة.
فضلا عن أسباب نفسية داخلية لرجل تركيا المتهور بمعاونة دخائل ونفسيات مريضة لصقور جماعة الآخوان الإرهابية بالانتقام والتصدى لاثنين فى الداخل المصرى الأول الشعب المصرى الذى أنهى مشروعهم الفظ التخريبى بالاستحواذ والتمكين وكتب الفصل الأخير لمشروع الجماعة وشيعه إلى مثواه الأخير والثانى شخص الرئيس عبد الفتاح السيسى ذاك الرجل الذى أنهى كل أحلامهم ومعهم أردوغان والايرانيون والقطريون ذلك التحالف الثلاثى الذى شكل أكبر حاضنة لتلك الجماعة منذ الساعات الأولى لعام حكمهم البغيض فى مصر وبالطبع الجميع يعلم حجم الأموال والزيارات وتكتيكات التعاون والسيطرة والاستحواذ وخطط التآمر على مصر ودول الخليج وعواصم عربية ترفض هذا المشروع لتلك الجماعات وانصارهم الإقليميين ولذا فان أفضل عقاب لمصر والمصريين حاليا من قبل الديكتاتور التركى كما تحب أن تصفه الصحافة الأوروبية والأمريكية يوميا ومعه ثلاثى المؤامرة على الإقليم إيران وقطر إيجاد بؤر التوتر وتصدير الفتن لهم فى الداخل وعلى حدودهم لتعطيل انطلاقاتهم ووقف نجاحات الداخل وإيجاد ملهات عديدة بالاشتراك والضغط والدعم المالى للإثيوبيين ولم لا من أجل إيجاد بؤرة توتر جديدة وخطر وجودى لمصر وهو قضية مياه النيل وتغذية التوتر جراء أزمة السد الآثيوبى وجعله رمزا للمناكفة والتوتر مع مصر ومن ثم تشتت جهود البناء ونجاحات الاستقرار والأمن الذى بات ينعم به المصريون وعرقلة انطلاقات النجاحات الداخلية فى شتى دروب ومسارات الحياة الاقتصادية والتنموية ومشاريع البنية التحتية وتحسين جودة الحياة لديهم التى تشكل إحدى المعجزات غير المسبوقة فى تاريخ هذا البلد حتى تتوقف ويعود الوطن إلى حالة الانكفاء الداخلى وتتعطل محركات التشغيل والانطلاق الداخلى والإقليمى لمصر.
وبالتالى بات الهدف القاتل الملح على رجل تركيا المتهور مع شركاء الفوضى فى الإقليم هو وقف نجاحات وتحليق المصريين ومنع قائد مجتهد صاحب رؤية مفعمة بإرادة شعب وأمة مثل السيسى من صنع مجد وطن ولذا كان الحضور التركى إلى ليبيا وتدشين معسكرات الإرهابيين وجيوش المرتزقة هناك استعدادا لفصل وجحيم المعارك مع مصر حيث إن ليبيا ستكون أولى حروب المناكفات الممتدة ومعارك الاستنزاف الطويلة وليست الهدف النهائى لرجل أنقرة المتهاوى بل إن مصر والمصريين هم الهدف الأول والجائزة الكبرى لدول محور الفوضى الثلاثى فى الإقليم وحسنا فعل الرئيس السيسى بإرسال الرسائل العسكرية لديكتاتور تركيا وعصاباته فى ليبيا وتذكيره يوميا بقوة وقدرات مصر الإستراتيجية والعسكرية وقوة نيران جيشها الفتاكة والقاتلة والمدمرة وقدرته على إنهاء المشهد الحالى والقادم فى ليبيا بسرعة الحزم والحسم والانتصار المظفر والمضمون.
فى تقديرى أن مشروع أردوغان وشريكيه فى طهران والدوحة ليس ليبيا فقط أو النيل من مصر بل قصة عدائه لدول الخليج وأطماعه فى المغرب العربى قادمة وواردة بقوة وفى رأى دبلوماسى مصرى رفيع صاحب باع ونجاحات سياسية مصرية وعربية حاليا أن ثلاث قوى رئيسة فى العالم العربى تستطيع تحطيم وإفشال المشروع التركى الإيرانى القطرى وهزيمته فى الحال هى مصر والسعودية ودولة الإمارات العربية لما لهم من قدرات عديدة سياسيا وإستراتيجيا واقتصاديا وعسكريا بفضل مؤهلات قوات الجيش المصرى الساحقة وعندئذ سيغيرون الخرائط والواقع العربى.