عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«النازيون العرب» ..حكاية حلفاء «الحاج محمد هتلر»
7 يوليو 2020
رانيا عبدالعاطى
أدولف هتلر - الملك فاروق


لن يكون من السهل أن ترى الكتاب أثناء تجولك بإحدى المكتبات أو معارض الكتب دون أن  يستوقفك  العنوان اللافت  للانتباه  «النازيون العرب.. القصة الكاملة لتحالف لم يكتمل»،  الصادر عن دار الرواق للأديب والباحث الشاب فى التاريخ، رامى رأفت. من العنوان هناك تساؤلات عديدة ستدور فى ذهن القارئ، من  يكون هولاء العرب الذين وصفهم الكاتب بالنازيين؟ ولماذا؟ وما هو ذلك التحالف الذى لم يكتمل ؟ .



وعلى قدر كثرة التساؤلات التى ستدور فى خلدك ستجد العديد من الإجابات على تلك الأسئلة  وعلى غيرها ربما لم ترد فى ذهنك من قبل مثل كيف ينظر العرب إلى غزاتهم، وكيف كانت نظرة هتلر إلى العرب؟ ولماذا دعم كثير من القادة العرب جهود هتلر الحربية؟ ولماذا أراد الملك فاروق أن يشرك الجيش المصرى إلى جانب قوات المحور؟ وكيف ولماذا أطلع أمين الحسينى وحده بسر قنبلة الألمان الذرية؟ وما العلاقة التى حكمت قادة النازية بالقوميين العرب والصهاينة؟ وهل كانت النازية صناعة ألمانية خالصة أم أنها غير ذلك؟ وأخيرا، ماذا لو كان انتصر هتلر؟.



يقدم الكتاب وجبة دسمة فى التاريخ الخاص لمصر والمنطقة العربية والحرب العالمية الثانية والعلاقات الدولية المتشابكة بتلك الفترة وما سبقها وربما أيضا ما تلاها من أحداث مرتبطة . غلب الأسلوب الأدبى للكاتب الشاب على طريقة سرده لأحداث التاريخ فكانت بداية كل فصل تبدأ بقصة لكنه بعد ذلك يتنقل بعيدا عن السياق الأدبى ليطرح المعلومات التاريخية مصحوبة بأرشيف كامل لصور الشخصيات.



يبدأ مع العلاقة بين هتلر والأديان السماوية المختلفة والأسباب الكامنة  وراء كرهه لليهود وموقفه من الدين الاسلامى والكنيسة المسيحية .ثم يناقش طبيعة العلاقة التى كانت بين ثلاث دول عبر قيادات من كل دولة هى مصر وفلسطين والعراق وألمانيا النازية ودول المحور بشكل عام. حيث نتعرف على قصة الاسم الذى أطلقة المصريون على هتلر ليصبح «الحاج محمد هتلر»، وتفاصيل العلاقة التى جمعت بين الملك فاروق وألمانيا وعن أسباب التحالف بينهما وعن الموقف المصرى المزدوج من دول الحلفاء ودول المحور ما بين قصر يميل لدول المحور وحكومة تميل لدول الحلفاء، وعن الأسرار والمعلومات التى قام  فاروق بنقلها لألمانيا عن إنجلترا .ونتعرف أيضا على الحكاية الكاملة للحاج أمين الحسيني، مفتى القدس الذي  كانت حياته بمثابة هروب كبير كما وصفها الكاتب و أسطورة الرجل الذى استطاع لفت أنظار العالم للقضية الفلسطينية .



ويتتبع رأفت الدور الذى لعبته ألمانيا بالثورة العراقية وعلاقتها برشيد عالى الكيلاني، ويرصد وقائع هزيمة ألمانيا ممهدا لواحدة من أهم قصص النجاح بالحقبة الناصرية عندما نجحت مصر بصناعة الصواريخ، وسر العلماء الألمان الذين جاءوا لمصر، والدور الذى قاموا  به بمشروع صناعة الطائرات والصواريخ المصرية.  ويحاول تحليل العلاقة المشحونة بين النازية والصهيونية ، وتداعياتها التى ربما لازالت تلقى بظلالها على العالم حتى الان،  ويروى لنا العديد من الوقائع المتعلقة بجرائم  الحرب التى ارتكبتها أمريكا وروسيا ضد الالمان، وهى قصص لا تقل فظاعة بل وربما تزيد عن كل حكايات المحارق النازية التى لا تتوانى إسرائيل والصهيونية العالمية عن جعلها ذكرى غير قابلة للنسيان فى التاريخ .



 نجح رأفت بتقديم معلومات مهمة مزجها بتحليل قائم على استعراض وجهات النظر المختلفة ولكن رغم محاولاته ليكون على الحياد إلا أن آراءه الشخصية وجدت طريقة للكشف عن نفسها حتى وإن حاول إخفاءها لتؤكد الفكرة الخاصة بصعوبة وجود أى حياد عندما نعيد النظر فى التاريخ .