عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
مستقبل إقليم قاراباخ بعد وباء كورونا
4 يوليو 2020
د. إلمان نصيروف


للشهر الخامس على التوالى أصبح وباء كورونا «COVID-19» قضية رئيسية على جدول الأعمال العالمي. أما القضايا الأخرى فهى فى تباطؤ استراتيجى مؤقت . فى الواقع بعد الانتهاء من مرحلة تباطؤ الوباء سيكون هناك نشاط فعال فى القضايا العالمية الاستراتيجية. ففى هذه فإن مرحلة ما بعد الفيروس ستصبح واحدة من العوامل الرئيسية التى تؤثر على تشكيل الأجندة السياسية والاقتصادية والأمنية. عند مشاهدتنا للاحداث الجارية فى المنطقة من الممكن التنبؤ بأن ثمة تغييرات ستتم فى عملية حل النزاعات. والحقيقة الأخرى التى لا يمكن استبعادها هى ظهور حقائق جديدة تتعلق بتسوية النزاع الأرمينى الأذربيجانى حول إقليم ناجورنى قاراباخ. هذه الحقائق الجديدة زادت من أهمية نسخة السلام والحرب فى عملية حل النزاع إلى مستوى ربما لم يكن محسوبا من قبل. الحقائق الجديدة فى فترة ما بعد الوباء سوف تحدد مدى الحاجة إلى اتخاذ خطوات حاسمة نحو السلام أو الحرب تحقيقا لهذه الغاية.



أولاً، فى 16 أبريل من العام الحالى كان على الرئيس الأرمينى السابق سيرج ساركسيان الرد على التهم الموجهة إليه خلال 5 ساعات من طرف اللجنة البرلمانية الخاصة والتى كانت تحقق فى الوضع الذى أدى إلى هزيمة أرمينيا فى حرب أبريل 2016.



ثانياً، تمت ترقية أريك هاروتيونيان الذى قاد الحكومة الانفصالية لمدة 11 عاما واستقال بعد الثورة فى أرمينيا والذى يعرف بإخلاصه ووفائه لرئيس الوزراء نيكول باشينيان، إلى مرتبة الفائز فى الانتخابات الرئاسية فى ناجورنو قاراباخ. ففى 19 أبريل استقبله نيكول باشينيان فى يريفان وهنأه مع العلم بأنه ما من دولة فى العالم ولا حتى أرمينيا، اعترفت بنتائج هذه الانتخابات.



ثالثًا ، فى 21 أبريل من العام الحالي، ألقى وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف كلمة قبل الاجتماع المرئى بين وزيرى الخارجية الأذربيجانى والأرمينى بمشاركة الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا أكد فيها أنه تتم حاليا مناقشة الوثائق التى تحتوى على حل تدريجى لنزاع ناغورنى قاراباخ على طاولة المفاوضات، وسيكون التوقيع على هذه الوثائق خطوة مهمة فى تنفيذ قرارات مجلس الأمن المعروفة.



رابعاً ، أدى موقف وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف بشأن تسوية النزاع وتصلب الرأى العام فى أرمينيا إلى السلوك الراديكالي. وذكر زهراب مناتساكانيان أنه فى عامى 2014 و 2016 فقط كان الحل خطوة بخطوة موضوع مفاوضات، لكنه لم يتم قبوله لأنه لا يرضى مصالح الجانب الأرمنيى وحاليا لا توجد أى وثائق قيد المفاوضات وتتم مناقشة العناصر الفردية فقط. كما وذكر أن أرمينيا لن تقدم أى تنازلات من جانب واحد، ولا يمكن اتخاذ أى قرار دون موافقة شعب قاراباخ. هذا لا يدعم عملية التفاوض الهشة بالفعل بشأن تسوية الصراع.



إذن ما هى الآفاق لما بعد الفيروس لحل النزاع؟ فى الواقع يمكننا القول إن خيار السلام هو أول خيار راجح إلى الآن. العامل الرئيسى وراء هذا الخيار هو الأزمة الاقتصادية العالمية الجديدة التى سببها فيروس كورونا وعواقبه الاقتصادية المدمرة على كثير من الدول ومنها أرمينيا. وتحت التأثير المباشر لوباء الفيروس ستكون قدرة أرمينيا على تلقى الدعم المالى بشكل متكرر من الخارج محدودة. وإذا فات الأوان قد تتصاعد احتمالات الحرب مرة أخري. ونتمنى ألا يتم اللجوء إلى هذا الخيار فى حالة حدوث أزمة اقتصادية يائسة ناجمة عن وباء الفيروس.



وعلى الرغم من كل هذا، فإن موقف الجانب الأذربيجانى فى سبيل حل النزاع لن يتغير. وقد أعلن هذا الموقف مرارا وتكرارا رئيس أذربيجان إلهام علييف حيث قال إن الدولة الأذربيجانية تدعم تسوية النزاع على أساس مبادئ القانون الدولى وضمن السلامة الإقليمية لبلدنا ومن خلال منح الأرمن فى ناجورنو قاراباخ أعلى مرتبة حكم ذاتى داخل حدود جمهوريتنا. إن أى حل يتجاوز هذا الإطار غير مقبول لأذربيجان. هذا النهج لحل النزاع هو تعبير عن موقف أذربيجان المبدئي.