عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
زواج «العصر»
28 يونيو 2020
بريد;


ليس من المستغرب أو المستبعد أن يفرز زمن كورونا عادات وتقاليد وسلوكيات وتوجهات لم تكن مألوفة من قبل، إذ أن لكل زمن طال أو قصر لغته وأدواته وسماته المميزة! ومن المستجدات على صعيد المشهد الاجتماعى فى هذا الزمن ما تابعناه أخيرا عبر موقع التواصل الاجتماعى الأشهر (فيسبوك)، حيث بادرت فتاة فى العقد الرابع من عمرها بعرض نفسها للزواج مشيرة إلى الشروط الواجب توافرها فى الزوج المأمول ومؤكدة أنها درست قرارها هذا بدقة وعناية، وأنها تتحمل مسئولية ما قد يترتب عليه من تبعات وتداعيات سواء على المستوى الفردى أو على صعيد أسرتها التى كانت على بينة تامة ودراية كاملة بتلك الخطوة الجريئة، ومضيفة أنها تحتفظ بحقها فى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل عابث أو مستهتر يسئ التعامل مع الإعلان أو استخدامه على نحو غير سوى! وتعليقا على ذلك أقول إننى لا أرى غضاضة فى قيام الفتاة بالبحث عن شريك حياتها على النحو غير المسبوق المشار إليه وذلك للأسباب الآتية:



ـ إن فكرة البحث عن العريس المناسب عبر مواقع التواصل الإجتماعى تعد أسلوبا متطورا لفكرة (مطلوب زوج) التى شاعت وسادت وانتشرت على مدى عقود ماضية من خلال الأبواب الاجتماعية بالمجلات، وقد كانت العروس تكتفى فيها بذكر الأحرف الأولى من اسمها وسيرتها الذاتية بشكل موجز فضلا عن الشروط المطلوبة فى (ابن الحلال) مع إيداع بياناتها كاملة لدى القائمين على تحرير تلك الأبواب الصحفية .



ـ قيام الفتاة بطرح إعلانها تحت رعاية والديها يؤكد قناعتهما التامة بالأسباب وثقتهما الكاملة فى الابنة وحسن تقديرها الأمور وقدرتها على إتخاذ القرارات المصيرية على نحو جيد وجاد.



ـ عدم خروج الفتاة على «النص»، فلم يصدر عنها ما يكشف عن استهتارها أو عدم التزامها الأخلاقى كنشر صور خارجة لها أو بث فيديوهات خاصة على غرار ما تفعله بعض الفتيات عبر بعض «التطبيقات»، وإنما طرحت إعلانها فى إطار أخلاقى محترم.



ـ إن ما يفرضه فيروس (كوفيد – 19) على الشارع المصرى فى الوقت الراهن من إجراءات وضوابط تجعل الأساليب التقليدية للزواج مثل (زواج الصالونات) أمرا صعب المنال مما يزيد «رقعة العنوسة» بين الفتيات خاصة أن صاحبة الإعلان تجاوزت ثلاثين عاما.



ـ مباركة الأب الخطوة الأولى من مشوار اختيار الابنة شريك الحياة تكشف عن تضامنه معها، ومن ثم إستعداده التام للاضطلاع بدوره المنشود بدءا من الاستعلام عن العريس، ومرورا بمتابعة استيفاء الطرفين متطلبات الزواج، وانتهاء بإبرام عقد القران مما يكفل توفير الضمانات اللازمة لإتمام الزواج على النحو المأمول، وتجنب ما قد يصادف الابنة من مواقف درامية أو مفاجآت غير سارة قد تلقى بظلالها القاتمة على مسيرة حياتها المستقبلية.



ـ إن التفاعل مع المتغيرات من حولنا، واستيعاب لغة العصر على نحو صحيح ودقيق فى إطار من الالتزام والحرص والجدية والشفافية يكفلان المضى قدما على طريق الحياة بخطوات واثقة وناجحة نحو الهدف المأمول.



مهندس ــ هانى أحمد صيام



قطاع البترول سابقا