عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
لؤلؤة المعز
24 يونيو 2020
نسمة رضا


منشأة معمارية ضخمة تتوسط العديد من الآثار الإسلامية المهمة التى يزخر بها المتحف المفتوح بشارع المعز لدين الله الفاطمي. إنها مدرسة وخانقاه السلطان الظاهر برقوق. تلك المجموعة الكائنة بمنطقة النحاسين أنشأها الظاهر برقوق أحد سلاطين المماليك. ويستطيع القادم من بعيد أن يلمح عناصرها الزخرفية الفريدة الخشبية والرخامية والمعدنية والزجاجية الملونة، إلى غير ذلك. ويعد السقف الخشبى لإيوان الصلاة من أروع نماذج زخرفة الأسقف الخشبية ليس بالفن المملوكى فقط، بل بالعمائر الإسلامية فى كل ربوع مدينة القاهرة، حيث تبرز دقة ومهارة رسومه النباتية والهندسية والكتابية. وكانت المدرسة تجمع بين طالبى العلم وطالبى التصوف. وكانت تدرس المذاهب الفقهية الأربعة وعلوم التفسير والحديث والقراءات. وكان للصوفية دور مهم، حيث أعد بعض أفرادهم لخدمات المنشأة، فكان منهم خازن للمكتبة، وطباخ، وسائق للساقية، وهى عبارة عن فناء مكشوف تتوسطه فسقية للوضوء، ويحيطه أربعة إيوانات، وتتضمن قبة لدفن السلطان، وخانقاه لإعاشة المتصوفة، ومئذنة تقع على يمين المدخل الرئيسى للمجموعة. وبإضافة منبر للمدرسة فى عهد السلطان أبو سعيد جقمق الموجود اسمه على المنبر أضيفت وظيفة «الجامع» للمدرسة. ومن المفارقات الطريفة أن «الظاهر» ـ الذى كان أحد القادة العسكريين آنذاك ـ قد لقب بـ«برقوق» لبروز عينه وجحوظها، فكانت تشبه فاكهة البرقوق. وتدرج برقوق فى المناصب حتى وصل لكرسى السلطنة. وكان قد أوصى بأن يدفن تحت أقدام مشايخ مدرسته بشارع المعز، وهما الشيخ البجائى والصيرمي، وأن يبنى عليهم قبة يلحق بها خانقاه، وهو ما نفذه ابنه السلطان الناصر فرج.