عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
للصبر حدود مع التعنت الإثيوبى
18 يونيو 2020
◀ د. إبراهيـم البهـى


سياسة النفس الطويل الذي تعاملت به مصر مع إثيوبيا في معالجة مشكلة سد النهضة هي سياسة لم يفهمها الجانب الإثيوبي ولم يقدرها العالم. إن مشكلة إثيوبيا مع مصر تكاد تكون أصعب من مشكلة كورونا علي المصريين. السياسة المصرية الحكيمة التي تسير من خلالها مفاوضات سد النهضة طوال العامين الماضيين أكدت مدي حرص مصر وشعبها علي الإثيوبيين وأسست لمرحلة جديدة بدأتها مصر في التعامل الناعم مع أبناء القارة الإفريقية إلا أن كل ذلك جاء للأسف بالتعامل الجاف واللغة الخشنة من الجانب الإثيوبي من خلال المفاوضات التي تمت بشأن سد النهضة وكان آخرها منذ يومين. لم يكن أحد يتصور أن تكون إثيوبيا متعنتة بهذا الشكل مع مصر رغم ما قدمته مصر للإثيوبيبن، أنا لا أؤمن بنظرية المؤامرة ولكني في هذا الملف أكاد أؤكد أن قوي عظمي تقف وراء تعنت إثيوبيا مع مصر في هذا الملف والذي جعل الوفد الإثيوبي المفاوض يتعامل بهذا التسلط . لابد أن هناك أيادي عظمي قوية تساند وتؤازر إثيوبيا في تعنتها مع مصر ووقوفها ضد المصالح المصرية المشروعة في الحصول علي حصتها من مياه النيل، ربما تكشف الأيام القليلة المقبلة تأزما أكثر للمشكلة وربما تدفعنا تصرفات إثيوبيا إلي خيارات وحلول أخري كانت مصر لا ترغب في السير فيها، لقد صبرنا كثيرا علي إثيوبيا صبرا فاق صبر أيوب الذي ضربوا به المثل ولكن لكل شيء حدودا. إنها مصر لمن يجهل تاريخها، انظروا للماضي حتي تستطيعوا قراءة المستقبل.