عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
شقيق فلويد للكونجرس: أوقفوا الألم وأصلحوا الشرطة
12 يونيو 2020
واشنطن ــ وكالات الأنباء
متظاهرون يحملون تمثال كولومبوسبعد إسقاطه فى مينيسوتا الامريكيه


تخريب تماثيل كولومبوس.. وترامب يرفض إزالة أسماء وتماثيل قادة الكونفيدرالية



 



وسط اشتعال المظاهرات المناهضة لعنف الشرطة والعنصرية فى الشارع الأمريكي، أطلق شقيق جورج فلويد ، الذى كان مقتله الشرارة وراء المظاهرات الغاضبة، من الكونجرس الأمريكى نداء مؤثرا دعا فيه النواب إلى وضع حد لمعاناة الأمريكيين من أصل إفريقى وتبنى إصلاحات فعلية لقوات الشرطة.



وقال فيلونيز فلويد، الذى قتل شقيقه جورج فى 25 مايو الماضى فى مينيابوليس بيد شرطى أبيض، خلال جلسة استماع أمام اللجنة القضائية فى مجلس النواب إنه لا يستطيع وصف الألم الذى شعر به حين شاهد الفيديو المصور الذى أظهر ما تعرض له شقيقه. وأضاف أنا هنا لأطلب منكم وضع حد للمعاناة، وضع حد لما نشعر به من إنهاك، أرجوكم، اصغوا إلى ندائي، اصغوا الى نداءات عائلتي، الى نداءات من ينزلون إلى الشارع فى العالم أجمع، فى إشارة الى المظاهرات التى أعقبت مقتل شقيقه وهى الأكبر منذ حركة الحقوق المدنية فى الولايات المتحدة فى ستينيات القرن العشرين. وقال لبوا هذه النداءات وتبنوا الإصلاحات الضرورية لتكون قوات الأمن هى الحل وليس المشكلة، احرصوا على أن تحاسب حين تخطئ، علموها أن تتعامل مع الناس بتعاطف واحترام وعلموها انه ينبغى عدم اللجوء الى القوة الفتاكة إلا حين تكون حياة إنسان على المحك.



وأُجريت جلسة الاستماع التى شارك فيها ممثلون للشرطة والمجتمع المدني، فى إطار دعم اقتراح قانون قدّمه قبل أيام نواب ديمقراطيون يهدف إلى تغيير الثقافة فى صفوف قوات الشرطة فى الولايات المتحدة.



وبدأت بعض المدن الأمريكية تطبيق إصلاحات تشمل حظر استخدام الغاز المسيل والرصاص المطاطي.



وأعلنت شرطة هيوستن أنها ستحظر التوقيف بواسطة الخنق، فيما تعهّدت سلطات مينيابوليس إعادة بناء جهاز الشرطة فى المدينة، كما أعلنت شرطة واشنطن أنها لن توظف شرطيين من أصحاب السوابق العنيفة. وعرض الديمقراطيون قانونا فى الكونجرس يأملون بأن يسهّل ملاحقة أفراد الشرطة قضائيا لارتكابهم انتهاكات وإعادة النظر فى طريقة تجنيدهم وتدريبهم.



يأتى ذلك فى الوقت الذى تعرضت فيه تماثيل لمكتشف أمريكا الرحالة الإيطالى كريستوفر كولومبوس والتى تعد معلما رئيسيا فى تاريخ الولايات المتحدة، للتخريب فى 3 ولايات باعتبارها رمزا للعبودية فى البلاد. وقطع رأس تمثال لكولومبوس فى بوسطن وتعرض آخر للتخريب فى ميامى فيما رمى ثالث فى بحيرة فى فيرجينيا. وفتحت السلطات فى بوسطن فى ولاية ماساتشوستس تحقيقا بهذا الشأن.



وفى الوقت نفسه، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رفضه القاطع لإزالة أسماء جنرالات كونفيدراليين، كان معظمهم مدافعاً شرساً عن نظام الرقيق، عن قواعد عسكرية فى الولايات المتّحدة، وهو مقترح كان البنتاجون قد أبدى استعداده للنظر فيه.



والحرب الأهلية التى مزّقت الولايات المتحدة بين عامى 1861 و1865 كان سببها الأساسى نظام العبودية الذى انقسمت بشأنه البلاد بين ولايات شمالية حاربت هذا النظام وأخرى جنوبية رفضت تحرير العبيد وأعلنت انفصالها عن الاتحاد وتأسيس كونفيدرالية. وقال ترامب فى تغريدة على تويتر إنّ «البعض اقترح إعادة تسمية ما يصل إلى عشر من قواعدنا العسكرية الأسطورية» وأضاف أنّ هذه القواعد العسكرية أصبحت الآن جزءاً من التراث الأمريكى العظيم مشدّداً على أنّ إدارته «لن تنظر حتّى فى هذا الاحتمال»، وختم ترامب تغريدته بالقول «احترموا جيشنا».



وكانت رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى قد دعت إلى إزالة 11 تمثالاً لعسكريين ومسئولين يرمزون للحقبة الكونفيدرالية، وقالت فى رسالة إلى لجنة برلمانية مشتركة إنّ تماثيل الرجال الذى نادوا بالوحشية والهمجية للوصول إلى هذه النهاية العنصرية الصريحة، تشكّل إهانة بشعة لمُثُل «الديمقراطية والحرية» وأضافت أنّ «تماثيلهم تكرّم الكراهية وليس التراث ،يجب إزالتها».



وعلى صعيد متصل، حذرت الشرطة الاسترالية المواطنين من المشاركة فى مسيرة لدعم «حياة السود تهم» فى سيدنى اليوم الجمعة إلا إذا كانوا يرغبون بالمخاطرة بتعرضهم للاعتقال. وذكرت الشرطة أنها سوف تنشر عددا كبيرا من افرادها لتطبيق القواعد المتعلقة باحتواء تفشى فيروس كورونا وأن من يشاركون فى المسيرة قد يعرضون أنفسهم للاعتقال .