عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
نهر الحياة
5 يونيو 2020
بريد الجمعة;


حُسام العَنتَبْلى المحامى بالنقض: رسالة (الأستاذ الهادئ) ينطبق عليها المثل القائل (من أراد اللوم لا يلومن إلا نفسه) وما اختتمت به صاحبتها أو صاحبته بقولها (فالأستاذ خدعنى وتحول عنى بمرور الأيام) قول يستحق الرد بأنها هى التى خدعته وخدعت نفسها حين شُغِفت به حباً وذابت فيه عشقاً وتاقت إليه ولعاً ورغبة واستئثارا، رغم ما بينهما من بون شاسع وتوافق غائب، فسعت إليه ولم يَسعْ إليها; بل جاء موقفه منها تأثراً وهى الشابة الصبية التى تَصغُره بفارق فى السن كبير، والعربية الثرية المدللة التى أشبعت غرور ذكورته واستغلت فيه شهامته، واستثمرت فيه مروءته لصالح رغبتها ونزوتها وحبها الأهوج، وهو المصرى المُغترِب المحدود العلاقات والنفوذ فى بلدها، فذللت أمامه العقبات، ويسرت أمامه الصعوبات، ليتزوجها ليصبح لها لا لزوجته وصادرته لنفسها، وحولت المياه عن مجراها فارتوت منها ردحا من الزمن، ولكن الأيام دول (فمن سَرَّه زمن ساءته أزمان)، فكانت مثلاً لا يُحتذى فى الأنانية، ونموذجاً لا يُرتجى فى حُب الذات، والانقياد وراء الرغبات بغير تَبصُر أو تَعقُل أو رَوية. فكان لها ما أرادت، وكأنها سَحرته أو سَحرت له، فعاشت معه حُلماً لعدة سنوات; ولكن ما لبث أن انقلب الحُلم على الحالم، والسَّحر على الساحر، فأضحت وكأنها أطغاث أحلام، ثم أفاقت على قَدر لا فكاك منه إلا إليه، ومصير لا مفر منه ولا بكاء عليه، لأنها لم تنظر إلا أسفل قدميها، ولم تر إلا مرمى عينيها، وتغافلت عن عُش زوجة ما انفك يئن من هجرة طائره، وزوجة لم تزل تعانى طول غيابه ولم تزل تحن ليوم إيابه، فعاد والعود أحمد فصدق فيه الشاعر حين قال:



نَقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى..



ما الحب إلا للحبيب الأول.



كم منزل فى الأرض يألفه الفتى..



وحنينه لأول منزل.