عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أمريكا والصين والحرب الباردة
31 مايو 2020
عبد العزيز محمود


الحكاية قديمة، ونهايتها معروفة، قوة جديدة تصعد، وقوة قائمة تتصدى، ولا مفر من صراع، والصراع لابد أن يتطور، وقد يصبح حربا شاملة، الأقوى ينتصر، والأضعف ينهزم، والبقاء للأقوى. هذا ما يحدث بين أمريكا والصين الآن، وهذا هو سر الخلاف بينهما، حول التجارة وكورونا، وهونج كونج وقضايا أخرى، البعض يعتبرها حربا باردة، والبعض يعتبرها صراعا على قمة العالم. والصراع كان حتميا، فالصين استثمرت العولمة، وأيضا طريق الحرير، للتمدد فى آسيا وإفريقيا وأوروبا، وهذا ما أثار قلق أمريكا، فالصين قوة صاعدة، وقدراتها المالية والتكنولوجية غير محدودة، وبتقديمها استثمارات غير مشروطة، أصبح النموذج الصينى منافسا للنموذج الغربى.



ومع سعى الصين للهيمنة على محيطها الإقليمى، وتطويرها لقدراتها العسكرية والنووية والصاروخية، وتمددها فى بحر الصين وجنوب المحيط الهادى، وصولا إلى بحر عمان وجيبوتى، حتى اليونان وجنوب أوروبا، شكلت الصين تهديدا للنفوذ الأمريكى. وهكذا اعتبرت أمريكا الصين عدوها الأول، ووظفت حلف شمال الأطلسى، وأيضا اليابان والهند وأستراليا وكوريا الجنوبية، فى صراعها معها، لكنها لم تنجح فى توظيف روسيا، التى استثمرت ما يحدث، للتمدد فى شرق أوروبا وجنوب البحر المتوسط.



عموما الحكاية لم تنته، والصراع لم يحسم، وحتما سوف يتصاعد، رغم أن الصين تتجنب الصدام المبكر، وأمريكا تستعجله، لكن النهاية معروفة.