إن الهدف الاستراتيجي والقومي للدولة في الماضي والحاضر والمستقبل هو تحقيق الاستقلال والاستقرار والأمن والسلام والاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي وغيرها للدولة والوطن والمجتمع والشعب المصري في شتي المجالات وفي مقدمتها الإنتاج والمنتجات والمحاصيل الزراعية، ويتطلب تحقيق هذا الهدف المنشود وضع خريطة زراعية تاريخية جديدة ومتجددة ومعاصرة، وإنشاء قاعدة زراعية متطورة ومتقدمة في مصر يتم فيها تطبيق منظومة القواعد الرقمية وقواعد البيانات الشاملة لجميع المزارعين والفلاحين، وكل المساحات والأراضي الزراعية، وأنواع المحاصيل الزراعية ومنها المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة والأرز وقصب السكر وغيرها، وعلينا أيضا التوسع في زيادة الرقعة الزراعية المستصلحة، وتأمين الحماية الآلية والإلكترونية والمميكنة للأراضي، واستنساخ وإنتاج سلالات حديثة ومتطورة من البذور والتقاوي التي تتميز بالإنتاجية العالية والمقاومة العالية للآفات والأمراض والإصابات الحشرية، والاستهلاك الاقتصادي للأسمدة ومياه الري.
ومن أهم مظاهر مقومات عصر الزراعة الرقمية المنشودة بناء وتدشين كارت الإرشاد الزراعي المميكن وكارت الفلاح «الآلي» الذي يشتمل علي جميع المعلومات والبيانات الشخصية والزراعية عن الفلاح وممتلكاته وحيازته ومحاصيله الزراعية، وإعادة بناء وهيكلة جميع جمعيات وإدارت الإرشاد الزراعي، وإعادة تأهيل وتفعيل أدوار ومهمات ووظائف المهندس والمعاون والمرشد الزراعي والجمعيات والإدارات الزراعية وفقا للمتطلبات العصرية، مع وضع سياسات زراعية معاصرة تحقق الأمن الغذائي واحتياجات المجتمع المصري وتتماشي مع توجهات العصر، كما يجب التوسع في زراعة المحاصيل الصحراوية ومنها المحاصيل التي تدخل منتجاتها في صناعة وإنتاج الأدوية والعقاقير الطبية وغيرها، وإحياء ورقمنة جودة الزراعات والمحاصيل القومية والإستراتيجية ومنها القطن وقصب السكر والقمح بمعايير عالمية حتي تتصدر مصر من جديد عرش وصدارة الهرم الزراعي في العالم.
د. مهندس حسن صادق هيكل
قمرونة ــ منيا القمح ــ الشرقية