عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
التغذية السليمة تحمى الأطفال من «كورونا»
17 مايو 2020
عبير فؤاد أحمد


لاتزال التفسيرات العلمية حول فيروس كوفيد 19 أو «كورونا» محل الرصد والدراسة فى الأبحاث الدولية. حيث أن الاصابات فى الأطفال والتى تشكل نحو 1% فقط من إجمالى المصابين حول العالم، من سن يوم إلى 18 سنة. قد تجددت التحذيرات من ظهور أعراض الإصابة الظاهرة على الأطفال من حمى والتهابات خاصة بعدما ارتفع عدد الحالات إلى المائة فى كل من إنجلترا وإيطاليا وأمريكا وفقا لتقديرات الكلية الملكية لطب الأطفال، حتى الآن لم يتبقى أمام الأطباء والباحثين سورى النصح بإتباع وسائل الوقاية والاهتمام بالتغذية السليمة لتقوية الجهاز المناعى.



بداية تقول سحر شاكر شتا أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة، إن كل المراحل العمرية معرضة للعدوى والإصابة بفيروس «كورونا». ويعود السبب وراء تراجع نسب الإصابة المسجلة إلى عدم التوسع فى إجراء المسحات للأطفال وأيضا لأن أعراض المرض قد تكون بسيطة ولا يتم ملاحظتها حيث ينتشر إصابتهم بأدوار البرد المتكررة فى هذه المراحل العمرية. مشيرة إلى أن إصابتهم عادة ما تحدث نتيجة مخالطة أفراد الأسرة المصابين أو الحاملين للعدوي. موضحة أن خطورة المرض فى الأطفال تكمن فى كونهم مصدرا للعدوى غير منتبه إليه مما يؤدى إلى انتشار المرض. جدير بالذكر أن الأدلة المتوافرة حالياً لا تؤكد العلاقة بين انتقال العدوى إلى الأطفال حديثى الولادة من الأم المصابة، سواء أثناء الحمل أو الرضاعة. لذا يوصى باستكمال الرضاعة مع أخذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتقال العدوى حال وجودها.



وتوضح الدكتورة سحر أيضا أن الأطفال يعتبرون أقل عرضة للإصابة، لكن تزداد خطورة المرض فى الأطفال المصابين بأمراض مزمنة مثل السكر، القلب، الرئة، ونقص المناعة الوراثية. وقد تمتد تداعيات الفيروس للتأثير على الرئة أوحدوث التهابات متعددة أو اضطراب نبضات القلب، والتهاب فى الشرايين التاجية، وصولا إلى قصور فى عضلة القلب وفشل حاد فى الوظائف القلبية.



وننصح الوالدين بمراعاة الفروق بين الإنفلونزا العادية وكورونا على أن يتم التشخيص عن طريق الطبيب المعالج ومن أهم أعراض «كورونا» ارتفاع فى درجات الحرارة والتهاب شديد فى الحلق، وزيادة فى افرازات الأنف، كحة مستمرة، صعوبة فى البلع والرضاعة، فقدان شهية وقلة فى النشاط والحركة. وفى بعض الحالات يظهر فى صورة اسهال وعند تفاقم المرض يحدث التهاب رئوى يتبعه فشل حاد فى الجهاز التنفسي. ولذا ينصح باستشارة طبيب الأطفال المتخصص مع إجراء التحاليل الطبية والأشعات الصدرية فى وقت مبكر عند ملاحظة أى اعراض على الطفل مثل النهجان ضيق التنفس والتعرق وتغير اللون إلى الزرقة. وتبلغ نسبة الوفاة فى الأطفال نتيجة الإصابة بفيروس «كورونا» أقل من (0.18%) مع ازدياد خطورة المرض كلما كان الطفل صغيرا.



وتؤكد الاحصائيات الدولية تزايد حالات الأطفال الذين يعانون آلاما فى المعدة وشكاوى فى الجهاز الهضمى والطفح الجلدى ومشاكل القلب وانخفاض ضغط الدم مما يستدعى دخولهم إلى وحدات الرعاية المركزة. وهو ما اعتبرته الجمعية البريطانية للعناية المركزة للأطفال وعدد من المؤسسات الدولية العاملة فى المجال متلازمة التهاب متعدد فى الأطفال وذا ارتباط بفيروس كورونا. وعلى الرغم من عدم التأكد القاطع من هذه العلاقة فإن غالبية الحالات المكتشفة فى كل من من إسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الامريكية أثبتت إيجابية لعدوى حالية بفيروس «كورونا«، أو للأجسام المضادة للفيروس مما يشير إلى أنهم أصيبوا فى وقت مبكر وتعافوا. وهو ما يجعل من احتمالية ظهور هذه المتلازمة الالتهابية بعد مرور أيام أوأسابيع بعد الإصابة بالفيروس حيث يعتقد أن ظهور أعراض المتلازمة على الأطفال يأتى كاستجابة من الجهاز المناعى للفيروس. جدير بالذكر انه فى وقت سابق تم الاشارة إلى هذه الحالات بوصفها أعراضا متشابهة مع متلازمة «كاواساكي«، وهى واحدة من الأمراض النادرة والتى تصيب بشكل رئيسى الأطفال حتى سن الخامسة ليعانوا من تمدد الشريان التاجى وجلطات الأوعية الدموية مع ارتفاع درجة الحرارة واحمرار العين وتقشر جلد اليد وانخفاض صفائح الدم، كما تقول د.سحر، وتؤكد أن ظهور حالات متزايدة من هذه المتلازمة الالتهابية وارتباطها بعدوى فيروس كورونا فى الأطفال لايزال أمرا تحت البحث والفهم. حيث لاتزال هذه الحالات تشكل أرقاماً قليلة لا تصلح لاستخراج احصائيات دقيقة وانما يتوافر تحليلات واستنتاجات يمكن إثباتها مع مرور الوقت واتضاح مزيد من الأدلة. ولذا ننصح الوالدين بعدم الذعر واللجوء إلى الاستشارة الطبية فى حال وجود ملاحظات على صحة الطفل.