فى قوص وأسوان.. تحف رمضان من المخلفات المنزلية
من أقصى الجنوب ومن محافظتى قنا وأسوان كان الإبداع الذى يحمل أكثر من رسالة، أولاها أن فانوس رمضان هو مصرى مائة فى المائة، خاصة بعد تراجع البدائل الصينية بسبب «كورونا» المستجد. ورسالته الثانية أن الارتفاع الخرافى لأسعار الفوانيس لن يزرع الحسرة فى قلوب عائلات قد يكون بها أكثر من طفل. والأهم ما يؤكده الإبداع القادم من الجنوب حول أن حالة الحظر قد تصبح فرصة بالنسبة لأفراد الأسرة المصرية للاستفادة من المخلفات المنزلية المختلفة فى صناعة المشغولات اليدوية طوال أيام السنة وفى شهر رمضان تحديدا.
فى مدينة قوص بمحافظة قنا اتفق الزوجان محمد عبدالفتاح المدير العام بوزارة التضامن الاجتماعى بالمعاش، وزوجته منال حسنى عبدالمعطى موجهة اللغة العربية بالتعليم على الاستفادة من امكانات الزوج الفنان صاحب الملكات الإبداعية فى الأشغال اليدوية، خاصة التى تعتمد على بعض المخلفات المنزلية، ووفرت له كل الخامات لصناعة فوانيس رمضان لتكون مفاجأة لحفيديهما أنس وحمزة، واستطاع فى فترة وجيزة إقامة معرض خاص به بقصر ثقافة قوص قبل الحظر بأيام، وحقق نجاحا كبيرا. ولكنه واصل العمل من داخل منزله خلال أيام وليالى الحظر. وكما يقول محمد عبد الفتاح : «كل منزل يتخلص باستمرار من مخلفات كثيرة يمكن الاستفادة منها فى تلك التحف الفنية التى يمكن أن تستثمر فى إضفاء لمسة فنية على المنزل ، كما أنها تريح العين بألوانها وأشكالها الإبداعية».
ويقترح عبدالفتاح أن تبدأ وزارة الثقافة ومن خلال قصور الثقافة المنتشرة فى المحافظات فى إنشاء ورش لتعليم الأطفال والأمهات بل والآباء الحرف اليدوية التى يتم من خلالها الاستفادة من تلك المخلفات، خاصة الكبار فى سن المعاش حتى لايشعروا بالملل. ويوضح أن هذه الورش لن تكلف قصور الثقافة سوى ميزانيات بسيطة جداً لأنها تعتمد على أشياء لن تكلف شيئا. ومن أسوان تطالب هدى فؤاد محمد حسن، مدرسة بالتعليم الأساسى، بالاستثمار الايجابى لفترة الحظر، مؤكدة ان تفعيل الهوايات يكسر حالة الملل التى أصابت أفراد الأسرة المصرية جراء حالة «الحظر». وذلك يعيد للأذهان قصص السيدات الصعيديات فى الستينيات والسبعينيات، اللاتى خرج منهن مبدعات وفنانات بالفطرة.
وتوضح هدى أنها تستثمر أى وقت فراغ للإبدع من خلال هواياتها فى توظيف الخامات المصرية لصناعة أشكال إبداعية لافتة. وبالطبع لشهر رمضان خصوصية فى تلك الأعمال، وتحديدا فوانيس وزينة رمضان التى تبدع فيها كل يوم.