عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
كهوف الصمت
1 مايو 2020
احمد سويلم;


الصمت يهجر الشقوق والكهوف



يدب مختالا على دروبنا



يشير بالعصا هنا فيقتل المئات



يشير بالعصا هناك



فيهدم السدود



يحفر القبور..



الصمت يصعق القلوب



تصير جمرة مطفأة



كثيرة الندوب..



نفقد فيها كل نبضة



كانت تضج بهجة وفرحة



ولا تغيب..



الصمت غشى أعين الناس



فلم تعد ترى الورود يانعة



ولم تعد تنظر للآفاق



والنجوم الساطعة



أغلقت الأهداب



حتى موعد آخر



فى كهوف الغيب والسراب



الصمت شل فى دروبنا



الخطى...



فلم تعد تدب كيفما تشاء



ولم تعد تعدو.



ولم تعد تختال فى الهواء



صارت خطى مغلولة للأرض



صارت قطعة من الصخور



لوشئنا تحررا منها



بترنا الساق وزحفنا



فوف أفخاذ الشقاء والعدم..



ترى.. إلام الصَمت هكذا



يطيل مكثه..



ينخر فى عظامنا..



يظل فى يقظته



ولا يغفو للحظة..



فنفلت الخطى منه



بلا رجوع..؟



ترى.. إلام الصمت يقَمع



الأحلام..



يجعلها بعيدة شوهاء



دونما لون ولا رواء..



بجعلنا نجتر ذكرياتنا



كأنها ضرب من الخيال



أو غيب بلا قرار..



...........



لا شىء بجدى الآن



سوى اشتعالنا



من أجل أن تضىء مرة



أخرى قلوبنا..



لاشىء يجدى الآن



سوى اقتناص الحلم



من كهوف الصمت



مرة أخرى..



وبعثه سحائبا تعيد



للورود عطرها..



وللعيون نورها القديم



لاشىء يجدى الآن



سوى ارتواء القلب بالحب



وبالشغف..



سوى استعادة الَمعني



لكل ما غاب وما انطوى



لكى يظل ظلا وارفا



يؤوى النفوس المتعبة..



لا شىء يجدى الآن



بغير أن نكسر للصمت عصاه



ونحيل الليل إشراقا



نعيد خضرة الحقول



نهر الحلم دافقا بلا كدر



لا شىء يجدى الآن



بغير أن نودع الصمت



إلى كهوفه بلا رجوع



نصغى إلى الأشجار



والعصافير التى تعزف



موسيقى القلوب



وتحيل الشمس أوتارا



من الجمال والنغم..



لاشىء يجدى الآن



لوظللنا هكذا



نقتات بالعدم..



ولوفقدنا قدرة النفس



وأسلمنا خطانا



يائسين.. للألم..



لا شىء يجدي



لوغفلنا فى زحام الصمت



وانطوينا قابعين



فى سراديب السأم..



لاشىء يجدي



لاشىء يجدى!!..