منذ عدة أيام ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على أربعة أشخاص يشتبه فى تورطهم فى إعداد وزرع عبوات ناسفة للتخلص من عناصر منافسة لهم فى مجال الجريمة المنظمة، والأمر هنا يتعلق بتحقيق تقوم به شرطة إسرائيل ونيابة تل أبيب منذ عدة أشهر، وكان فى البداية يتم بشكل سرى واليوم أصبح الأمر علنيا ومتاحا لوسائل الإعلام. وطبقا للاتهام فإن كل واحد من هؤلاء الأربعة شارك فى تصنيع عبوات ناسفة بهدف الإضرار بآخرين والتورط فى عدة حوادث وقعت فى السنوات الأخيرة.
وتعتزم الشرطة القيام بعمليات اعتقال لمتهمين آخرين أيضا فى تلك الحوادث ويشكلون خطرا على سلامة وأمن المواطنين والمجتمع هناك. وما حدث ألقى الضوء على عالم الجريمة المنظمة والمافيا فى إسرائيل، فالمافيا الإسرائيلية تعد ضمن أخطر عشر عصابات حول العالم حيث تحتل المركز التاسع.
والجريمة المنظمة فى إسرائيل تأسست على يد ثلاث عائلات، وهم عائلة زئيف روزنشتاين وعائلة آسى أبو طبول ثم عائلة ايتسيق آبرجيل، والتى سيطرت لسنوات طويلة على عالم المخدرات والقمار وغسيل الأموال وفرض الاتاوات،وحققت مكاسب قدرت بعشرات المليارات من الشيكلات إلى أن تغير الحال وتم اعتقال روزنشتاين وتسليمه للولايات المتحدة الأمريكية وحكم عليه بالسجن 17 عاما ويقضى حاليا عقوبة السجن فى إسرائيل. أيضا تم تسليم آبرجيل إلى الولايات المتحدة لتورطه فى عدة جرائم دولية، أما أبو طبول فقد حكم عليه بالسجن لمدة 18 عاما لتورطه فى جرائم غسيل أموال. وبعد هؤلاء ظهر جيل جديد من زعماء الجريمة المنظمة فى إسرائيل أكثر وحشية ودموية من الزعماء السابقين يستخدمون العبوات الناسفة لتصفية الحسابات فيما بينهم وأبرز هؤلاء هو عامير مولنر (49 عاما) زعيم أكبر عصابة إجرامية فى إسرائيل حاليا يليه شالوم دومرانى زعيم عصابات المافيا فى جنوب إسرائيل وتعرض من قبل لعدة محاولات تصفية جسدية من جانب خصومه فى عالم الإجرام إحداها بإطلاق صاروخ على منزله! أما ثالث أخطر المجرمين حاليا فى إسرائيل فهو ريكو شيرازى (57 عاما) وكان من قبل لاعب كرة قدم معروفا فى مدينة نتانيا لكن بعد تعرضه للإصابة ترك الملاعب وبدأ ينخرط فى عالم الجريمة المنظمة ويتركز نشاطه فى غسيل الأموال لصالح عصابته وعصابات أخرى ويتخفى وراء امبراطورية اقتصادية تعمل فى مجال السياحة والمطاعم والعقارات واتباعه متورطون فى إلقاء القنابل اليدوية على منازل عدد من كبار رجال الأعمال.
ومنذ فترة انفجرت سيارة ملاكى مفخخة فى شارع البلماح بمنطقة جفعتايم بإسرائيل لتشتعل، مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص كانوا بداخلها وتم نقلهم إلى المستشفى. وقد تبين أن الثلاثة مسجلون جنائيا ومن عتاة الإجرام وأن الأمر على ما يبدو تصفية حسابات بين عصابات الجريمة المنظمة وأحدهم هو شقيق زعيم عصابة عامير مولنر ويوجد ثأر بينهم وبين أفراد عصابة أخرى فى وسط إسرائيل. وقد شهدت الدولة العبرية العديد من حوادث تفجير السيارات المفخخة وتصفية الحسابات بين زعماء عصابات الجريمة المنظمة وحصدت عمليات التفجير أرواح عشرات الأشخاص سواء من أفراد العصابات أو مواطنين عاديين شاء حظهم العثر المرور أثناء الانفجار وتتم عملية الثأر أو تصفية الحسابات بين هؤلاء المجرمين أيضا بإطلاق النار على الهدف المراد تصفيته ولا يقتصر النشاط الاجرامى لهذه العصابات على منطقة محددة فهو ينتشر فى كل المدن وهناك أفراد من هذه العصابات اختفوا تماما ولا يعلم مصيرهم أحد، وهؤلاء غالبا يتم قتلهم ودفن جثثهم فى أماكن مجهولة.
وعدد كبير من تلك الحوادث لم تستطع الشرطة حل لغزها أو الوصول للجناة. ومما يزيد الأمر صعوبة على رجال الشرطة هو رفض كثير من أفراد العصابات التحول إلى شاهد ملك ليشهد على غيره فى المحكمة ويفضل السجن على أن يكون عرضة للاغتيال. ورغم ان النشاط الإجرامى موجود فى إسرائيل منذ نشأتها إلا أن المواطن هناك بدأ يشعر بتوحش هذه العصابات خلال العقدين الأخيرين.