عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
ومضات
24 أبريل 2020
000;




زدنى بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً



‎ وارحمْ حشًى بلظى هواكَ تسعَّراً



‎وإذا سألتكَ أنْ أراكَ حقيقة



‎ فاسمَحْ ولا تجعلْ جوابى لن تَرَى



‎ يا قلبُ أنتَ وعدتَنى فى حُبّهمْ



‎صبراً فحاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا



‎إنّ الغَرامَ هوَ الحَياة فَمُتْ بِهِ



‎صَبّاً فحقّكَ أن تَموتَ وتُعذَرَا



‎ قُل لِلّذِينَ تقدّمُوا قَبْلى ومَن بَعْدي



‎ ومَن أضحى لأشجانى يَرَى



‎عنى خذوا وبيَ اقْتدوا ولىَ اسْمعوا



‎وتحدَّثوا بصبابتى بينَ الورى



‎ ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننا



‎ سِرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ إذا سرَى



‎ وأباحَ طرفى نظرة ً أمَّلتها



‎ فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّراً



‎ فدهشتُ بينَ جمالهِ وجلالهِ



‎ وغدا لسانُ الحالِ عنى مخبراً



‎فأدِرْ لِحاظَكَ فى مَحاسِن وَجْهِهِ



‎تَلْقَى جَميعَ الحُسْنِ فيهِ مُصَوَّراً



‎ لوْ أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورَة



‎ ورآهُ كانَ مهلَّلاً ومكبَّراً



‎ابن الفارض











تناوحت الأرواح فى غيضة الغضا



‎فمالت بأفنان علىّ، فأفنانى



وجاءت من الشوق المبرّح والجوى



‎ومن طُرَف البلوى إلى بأفنان



فمن لى بجمع والمحصَّب من مِنى



‎ومن لى بذات الأثل من لى بنعمان



تطوف بقلبى ساعة بعد ساعة



‎لوجد وتبريح وتلثم أركانى



كما طاف خير الرسل بالكعبة التى



‎يقول دليل العقل فيها بنقصان



وقبّل أحجارا بها وهو ناطق



‎وأين مقام البيت من قدر إنسان



فكم عهدت أن لا تحول وأقسمت



‎وليس لمخضوب وفاء بأيمان



ومن عجب الأشياء ظبى مبرقع



‎يشير بعناب، ويومى بأجفان



ومرعاه ما بين الترائب والحشا



‎ويا عجبا من روضة وسط نيران



لقد صار قلبى قابلاً كل صورة



‎فمرعىً لغزلانٍ، ودير لرهبانِ



وبيتٌ لأوثانٍ، وكعبة طائفٍ



‎وألواح توراةٍ، ومصحف قرآنِ



أدين بدين الحب أنَّى توجهتْ



‎ركائبه، فالحب دينى وإيمانى



‎ابن عربى















‎والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت



إلا و حبّـك مقـرون بأنفاسـى



ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم



إلا وأنت حديثى بين جلاســى



ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحا



إلا وأنت بقلبى بين وسواســـى



ولا هممت بشرب الماء من عطش



إلا رَأَيْتُ خيالاً منك فى الكـــأس



ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم



سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس



ويا فتى الحىّ إن غّنيت لى طربا



فغّنـنى وأسفا من قلبك القاســـى



ما لى وللناس كم يلحوننى سفها



دينى لنفسى ودين الناس للنـــاس



‎الحلاج















إليْكَ إشاراتى، وأنتَ الذى أهْوَى



وأنتَ حَدِيثى بين أهل الهوَى يُرْوَى



وأنتَ مرادُ العاشقين بأسْرهِمْ



فطُوبَى لقَلْبٍ ذابَ فيكَ من البَلْوَى



مُحِبُّوك تاهُوا فى الهوى وتوَلَّهوا



وكلُّ امرئٍ يصبو لنحو الذى يهَوَى



ولَـمَّا وردنا ماءَ مَدْيَنَ نستقى



على ظمَإٍ مِنَّا إلى منهل النجوَى



نَـزَلْنا على حَىٍّ كِرَامٍ، بيوتُهمْ



مقدَّسةٌ لا هندُ فيها ولا عُلوَى



ولاحَتْ لنا نارٌ على البعد أُضْرِمَتْ



وجدنا عليها من نحب ومن نهوى



سقانا وحَيَّانا فأحيا نفوسَنا



وأسْكرَنا من خير إجلاله عَفْوَا



مُدَامًا عليها العهدُ ألا يُسَقَّها



سوى مخلصٍ فى الحبِّ خالٍ من الدَّعوى



مزَجْنا بها التقوَى لتقوى قلوبُنا



فيا مَنْ رأى خمرًا يُمازجُها التقوى



فَهِمْنا، وهِمنا فى مُدامةِ وَجْدِنا



وسِرْنا نَجُرُّ الذيلَ من سُكْرنا زَهْوَا



شَرِبْنا فَبُحنَا فاسْتُبِيحَتْ دِماؤنا



أيُقْتَلُ بَوَّاحٌ بِسِرِّ الذى يهوَى؟



وما السرُّ فى الأحرار إلاَّ وديعةٌ



ولكِنْ إذا رَقَّ الْمُدَامُ فَمَنْ يَهْـوَى؟!



‎السهروردى