مارلون براندو.. الحمل الثائر

«مارلون براندو» نجم هوليوود الذى أطلقت عليه مجلة «تايمز» لقب (ممثل القرن) يعتبر واحدا من أهم 100 شخصية مؤثرة فى القرن العشرين، ورابع ممثل أسطورى فى تاريخ السينما الأمريكية، ولد يوم 3 أبريل 1924.. هو برج الحمل. فى علم الأرقام مولود هذا اليوم عاطفى وطموح وبحاجة للحركة،لكنه يميل للاندفاع والتشتت. يقول «براندو»: الممثل.. الجزء الأكبر منه شاعر والجزء الأصغر منه فنان». من هذا المنطلق العاطفى ابتدع «براندو» أسلوبا جديدا فى التمثيل يعتمد على بساطة الأداء والإحساس العميق بالحالة النفسية للشخصية التى يمثلها.. لم يكن يلتزم كثيرا بالورق المكتوب، ويعتبر أسلوب «براندو»ثورة على الطريقة التقليدية فى الأداء التمثيلي. الحمل ولد ثائرا وجاء إلى الدنيا ليحارب، لكن هو الثورة المغلفة بالعاطفة! «المريخ» ــ كوكبه المسيطر ــ هو إله الحرب عند الرومان وأيضا هو رمز الذكورة.فى هوليوود يعتبر «براندو»أيضا رمزا للرجولة.. هو يجمع بين وجه طفولى بريء وبنيان جسدى قوي..يرتدي ثوب الحمل الوديع، وخلف هذه الواجهة يخفى طبيعة برجه النارية وطبيعة كوكبة المشتعل. فى طفولته وصباه كان ثائرا على النظم التعليمية ولا يطيع الأوامر. تنقل من مدرسة لأخرى بسبب عناده،وترك الدراسة فى المدرسة العسكرية عندما اكتشف حبه للمسرح وبدأ حياته الفنية كممثل مسرحي. التقطته السينما الأمريكية لتتفجر شعبيته بعد فيلم «عربة اسمها الرغبة» ويصبح نجم هوليوود الأول بين عشية وضحاها! أصبح رمزا للثورة بتقديمه شكل الشاب الثائر الذى يقود الدراجة البخارية مرتديا الجينز والسترة الجلدية،ودور الفلاح الثائر فى فيلم (فيفا زاباتا)، ودور عامل الميناء الثائر فى فيلم (على الواجهة المائية).حياته أيضا حافلة بالمواقف الثورية فقد كان مدافعا شرسا عن الحقوق المدنية للهنود سكان أمريكا الأصليين وبعد مقتل صديقه المناضل «مارتن لوثر كينج» انضم لحركة الحقوق المدنية للأمريكيين الإفريقيين. عام 1973، رفض أن يتسلم جائزة الأوسكار عن دوره الرائع فى فيلم (الأب الروحي) تعبيرا عن رفضه للطريقة الغير العادلة التى تتعامل بها هوليوود مع السكان الأصليين لأمريكا، وأرسل نيابة عنه ناشطة من (الهنود الحمر) لتقرأ كلمته فى الحفل الذى كان يتابعه أكثر من 80 مليون شخص.

الحمل أيضا سريع الملل ويخاف من الرتابة والروتين، لذلك نجده دائم التجديد.. قام «براندو» بأدوار متنوعة ومختلفة منها الأكشن والتاريخى والكوميدى والغنائى والراقص.. من أقواله: «الأمر الوحيد الذى يلتزم به الممثل تجاه الجمهور هو ألا يجعله يشعر بالملل». حياته الخاصة أيضا كانت مثالا للتجديد.. إذ كانت علاقاته الغرامية كثيرة وتتغير سريعا هذا بجانب زيجاته الثلاث..كما أن لديه من الأبناء والبنات أحد عشر منهم ثلاثة بالتبني.هذا الحمل الممزوج بالبراءة والعاطفة نصفه قديس ونصفه شيطان، وعندما يفقد انبهاره بالشخص الذى أحبه، يهب لينفض غبار الملل،ويثور ويبحث عن شيء جديد يبعث فيه الأمل والحياة.