عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أغنية على الممر
4 أبريل 2020
محمد أمين المصرى


عندما تحدثت عن أغنية تعيشي يا ضحكة مصر. الثيمة الرئيسية لفيلم أغنية علي الممر لعلي عبد الخالق, قصدت التعبير عن نهاية الأغنية التي كتبها عبد الرحمن الأبنودي وهو أن النصر آت بعد أي نكسة يمر بها المصريون حتي لو كانت في حجم مأساة 1967، التي ابتلعها الشعب وقيادته بمرارة استمرت 6 سنوات.



لم يكن مقصدي استرجاع ذكري النكسة بقدر بث روح التفاؤل وسط جمهور يشعر بضيق وحنق وغضب من قعدة البيت ولا يعلم مدي ينتهي الحظر الحكومي الذي تطبقه معظم دول العالم. وإذا عدنا للفيلم المذكور فربما يتطابق مع واقعنا الحالي، فالشريط السينمائي أصاب كبد الحقيقة بسرد رحلات سريعة لخمسة مجندين بين ماضيهم وواقعهم في خندق تم تكليفهم بحراسته في أحد جبال سيناء قبل الحرب علي ما اعتقد، وبينما تتلاحق مشاهده نستكشف روح العزيمة والإصرار علي النجاح والنصر وعدم الاستسلام لتهديدات العدو بتسليم الموقع، إذ أصر 4 جنود من الخمسة علي المقاومة ببسالة.



نفس معركة الواقع الحالي مع فيروس كورونا، مع فارق أن المعركة عالمية وليست محلية، ولكن في مصر كان الاعتراف بخطورة الوباء فكان التحذير المتدرج حتي بلغنا ذورته بالحظر الذي سينتهي قريبا بعد حصار الفيروس ومنعه من الانتشار.



ربما رابط آخر بين الفيلم والواقع الحالي، فكما يوجد ناس يملؤها الاحباط بسبب تداعيات الحظر، فأحد جنود السرية المصغرة التي كانت تحرس الممر والخندق حاول إشاعة جو الاحباط بين زملائه ولكنه فشل، ليس لضعف منه ولكن لقوة عزيمتهم وإصرارهم علي تجاوز المحنة، فالجندي المحبط كان الوحيد الذي عرف كيف يتربح من جو الفساد والميوعة التي كانت موجودة في مصر آنذاك وتحول من فقير الي ثري بسرعة، في حين شعر الموهوبون غيره بالفشل وهم في الحياة المدنية ليس لضعف منهم ولكن لعدم إدراك الآخرين لموهبتهم، فكانوا يسمعون كلمة يا فاشل بدلا من تطبيق أفكارهم وأحلامهم.



هؤلاء الموهوبون تكبدوا وحدهم الدفاع عن موقعهم وشعروا بالنجاح في أثناء رفقة السلاح لنري ملحمة نصر رائعة ولو معنويا، وتحدوا الهزيمة بالاستشهاد، لينتهي الشريط السينمائي متجاوزا آلام بداية الأغنية أبكي.. أنزف.. أموت لتبقي ضحكة مصر.