عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«إيفو فى الصين».. يوميات مصرى من قلب الحدث
30 مارس 2020
000;


التقارير الإخبارية لا تتوقف، ومعها تدفق غير مسبوق من المعلومات عما يجرى فى معارك مكافحة الفيروس كورونا المستجد أو «كوفيد19» حول العالم. ولكن كيف يتفاعل المصريون مع السيناريوهات المختلفة لتعامل دول ومجتمعات العالم مع « كورونا» فلكل دولة حالتها الخاصة، وظروفها. انطباعات المصريين حول العالم وتفاعلهم مع الثقافات المختلفة فى زمن الكورونا مصدر مميز لإدراك ما يدور حقا حول العالم.



محمد هيثم، مهندس مصرى شاب يقيم فى الصين منذ عام 2017، ولكنه تحول مؤخرا إلى مصدر رئيسى لإعلام الجمهور المصرى والعربى عبر مواقع التواصل الإجتماعى بحقيقة ما يجرى داخل الصينفى عهد الكورونا.



بداية صفحة هيثم التى تحمل اسم «إيفو فى الصين»، كانت فى مطلع فبراير الماضي. وخلال أسابيع قليلة تضاعف أعداد متابعى الفيديوهات المصورة التى تنشرها من قلب شوارع صينية إلى أكثر من ربع مليون شخص.



يحكى هيثم، أو « إيفو» كما يلقبه أصدقاءه، إلى «الأهرام» بداية فكرة صفحته، فيوضح «البداية لم يكن لها أى علاقة بكورونا، فمنذ انتقالى إلى الصين قبل 3 سنوات مع أسرتى، وأنا أفكر فى إعداد سلسلة من الفيديوهات لبيان خصائص المجتمع الصينى والتعريف بها مثل انتشار أنظمة الدفع الألى بدل النقدى ونظام عمل متاجر السوبر ماركت مثلا».



ويضيف «صورت بالفعل عددا من الفيديوهات لكن تفجر أزمة كورونا جعلنى أتراجع عن نشرها لكونها غير مناسبة للظرف الراهن».



وعن بداية سلسلة فيديوهات الـ «كورونا»، والتى تعمد هيثم أو « إيفو» تصويرها أثناء سيره بشوارع بكين حيث يقيم، يوضح : « البداية كان بالرد على أغلب الأسئلة التى وردت لى من أهلى وأصحابى فى مصر مع بداية ظهور الفيروس، وحصل على أكثر من مليون مشاهدة خلال 3 أيام فقط، وخلق حالة من المناقشة العامة عبر الصفحة بورود أسئلة من جانب المشاهدين وحاولت توفير إجابات عليها لتوضيح حقيقة الوضع فى الصين، خاصة مع كثرة الأخبار و»المنشورات» مواقع التواصل والتى تتضمن معلومات غير دقيقة مما زاد من حالة الذعر والخوف».



ويضيف هيثم ضاربا مثلا ببعض الأخبار المغلوطة التى سعى إلى توضيح حقيقتها،»انتشرت أخبار عن تحول مدن الصين إلى مدن أشباح، وذلك لم يكن دقيق، صحيح أن معدلات الإزدحام تراجعت وتغيرت عادات معيشية معينة، لكن الحياة استمرت فى الصين بشكل أو آخر».



ويشير هيثم إلى مثال آخر، «عندما وقعت حالة الوفاة الصينية بفعل فيروس هانتا مؤخرا، كثير من المواقع والتقارير الإخبارية وصفته بأنه فيروس جديد، وذلك ليس صحيحا، وهو ما سرعت بنفيه فى تسجيل مصور ودعمت كلامى بالأدلة والتواريخ لتوضيح قدم الفيروس منذ خمسينات القرن الماضى وتوفر علاج له».



وحول مصادر هيثم فى إعداد الفيديوهات الخاصة به، يوضح أنه «أرض الواقع» فى الأساس ومتابعته لكل ما ينشر عبر وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الإجتماعى من قبل مسئولى الصين ومواطنيها.



ويحكى هيثم عن أحدث إشاعتين انتشرتا حول الفيروس والصين، « يقال فى بعض المواقع الإخبارية إن أعداد الإصابة فى الصين تعاود الإرتفاع، وذلك ليس صحيحا لأن تم توجيهنا إلى إمكانية نزع القناع الواقى فى بعض المواقع المفتوحة مثل المتنزهات العامة. كما أن الحديث عن انتقال الفيروس بواسطة البضائع وعمليات البيع والشراء فى الصين، غير دقيق تماما لإعتماد نسبة كبيرة من الصينيين على التسوق الإليكترونى ويتم تسليم البضائع بشكل اعتيادى دون تسجيل أى إصابات لهذا السبب، وهو ما نفته أيضا عدد من الجهات مثل منظمة الصحة العالمية».



ويرى هيثم أن أكثر ما سيعلق بذاكرته حول هذه الأزمة، هو سرعة وضوح الإجراءات التى أتخذتها السلطات الصينية، ما بين إنشاء مستشفيات ومعامل اختبار عاجلة ومخصصة لإحتواء هذا الفيروس وخدمة مرضاه. وكذلك نشر الفرق الطبية الصينية بالمناطق التى تعانى فى مواجهة الفيروس . ولكن يرى هيثم أن الفاعل الأساسى فى تحقيق نجاح الصين فى إحتواء الفيروس هو الشعب ذاته. فيوضح « بمجرد ما صدرت التعليمات بضرورة إلتزام المنازل والعمل والدراسة عن بعد مع الحفاظ على خطوات الوقاية الشخصية، تم الإلتزام بها وبشكل صارم من جانب الأفراد ما عكس حالة وعى مازالت مستمرة رغم تراجع الخطر ولكن الإجراءات الوقائية مازالت على أشدها، والمواطنين مازالوا على التزامهم بها».