عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
السدود ووادى دجلة تنقذ المعادى من الغرق
25 مارس 2020
هشام جلال


حرصت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على زيارة محميتى وادى دجلة والغابة المتحجرة وتفقدهما.



وأكدت على سلامة جميع عناصر تنوعها البيولوجى وثرواتها الطبيعية وعدم وجود أى تهديدات لها ، وكذلك عدم وجود عوائق تحول دون تدفق المياه فى مسارها الطبيعى بوادى دجلة وصولا لمستقرها فى نهر النيل ، وبصفة عامة أكدت أنه تمت اتخاذ كل التدابير للحفاظ على المحميات الطبيعية ومواردها وعناصر تنوعها بالتعاون مع جميع الجهات المعنية ، وعن الغابة المتحجرة صرحت الوزيرة بأن عناصرها الطبيعية سليمة جراء تعرضها للسيول التى تسببت فى سقوط ثمانية أعمدة إنارة وكسر بأحد أسوار المحمية سيتم اصلاحه وإعادة الأعمدة إلى ماكانت عليه ، كما تم رصد تراكم مياه الأمطار أمام البوابة الجنوبية وجار اتخاذ إجراءات رفعها.



وعلى نفس المفهوم يؤكد الجيولوجى الدكتور أحمد سلامة - الرئيس السابق لقطاع المحميات الطبيعية :- السيول والأمطار الغزيرة لو اقتربت من المدن والمناطق المأهولة بالسكان تكون مدمرة ولها أضرارها وأخطارها ، أما لو هطلت على قمم الجبال والوديان والسهول فهى تساعد على نمو النباتات والأشجار والأعشاب وتسهم فى تشكيل مناظر طبيعية خلابة لم تكن موجودة من قبل ، واجتياح السيول والأمطار الغزيرة لوادى دجلة لم يكن له أى تأثيرات سلبية أو خطيرة أو مدمرة على الكهوف المميزة لهذا الوادى الزاخر ، لأن هذه الكهوف الجيولوجية التى يربو عددها على العشرة كهوف تقع على ارتفاعات كبيرة تتراوح بين 40 و50 مترا وهذا يجعلها بعيدة تماما عن بؤر المخاطر، وعلى جانب آخر فإن السيول التى دخلت لوادى دجلة بمناطق الشلالات والأودية المتقاطعة تكون محملة بمواد مختلفة من التربة والمغذيات المنقولة من أماكن أخرى فى طريقها ، وبالتالى تساعد فى انتعاش النباتات ونموها وكثافتها، ومن ثم انتعاش الكساء النباتى واكتمال نمو النباتات المختلفة داخل المحمية



وادى دجلة المنقذ



ومن أبرز ماتم تداوله فى أثناء وبعد انتهاء موجات السيول والأمطار الغزيرة التى اجتاحت البلاد مؤخراً تلك المقارنة بين ماحدث فى مدينة 15 مايو وكارثة وفاة مواطنين فى عزبة الزبالين وماحدث فى المناطق المحيطة بمحمية وادى دجلة والتى كان فيها الوادى بمنزلة صمام الأمان الذى وقى المواطنين شر تلك السيول.



وكما يؤكد الدكتور ذ بكر محمد بكر ذ مدير محمية وادى دجلة : كان لوادى دجلة دوره فى الحفاظ على حياة المواطنين والمبانى السكنية بالمناطق المحيطة به فى المعادى وطرة ، لأن المنطقتين تقعان فى حوض وادى دجلة ، فوجود الوادى واستمرار المحمية الطبيعية حال دون وجود تعديات داخلها ، كذلك حافظ على ملامح الطبيعة والتكوينات الجيولوجية والطبيعة الطبوغرافية التى تساعد على جريان الأودية الفرعية المحيطة بوادى دجلة الرئيسى ، وللعلم هناك أكثر من 2000 واد فرعى يصب فى الوادى الرئيسى ومنه إلى نهر النيل ، كما أن التطوير والبنية التحتية التى قمنا بإنشائها والتى شملت مسارات الأنشطة الرياضية مثل مسارات الدراجات والمشى فوق التلال والجبال ومناطق التخييم وجميع الإنشاءات الأخرى كانت لها إسهاماتها فى استيعاب مياه السيول والأمطار.



السدود الواقية



وبالطبع كان للسدود الثلاثة التى أنشئت فى وادى دجلة دور رئيسى فى ترويض السيول والأمطار الغزيرة ويؤكد مدير المحمية ذلك بالتفصيل فيقول :- على مدى العامين الماضيين وتحسبا لمثل تلك الطوارئ بادرت وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة الرى فى إنشاء ثلاثة سدود تبلغ أطوالها 100 أمتار و110 أمتار و170 مترا ويرتفع كل منها عن سطح الأرض 11 متراً ، تم الانتهاء وتسليم اثنين منها والثالث يتم تسليمه نهاية هذا الشهر ، وهذه السدود كان لها فعل السحر فى تحقيق الحماية الكاملة فى أزمة السيول والأمطار الغزيرة التى عايشناها منذ أقل من أسبوع.