قالوا فى الأمثال «الرزق يحب الخفية» أى أن يكون الإنسان سريعا ودءوبا خفيفا ومحبا للابتكار.. فالعين ترغب فى الشراء قبل العقل والقلب والمعدة فى كثير من الأحيان.. لذا كان على بائع الخضراوات أن «يرص»بضاعته فى لوحة فنية متكاملة تجبرك على تأملها أولا ثم الشراء ثانيا.
أما هذا الشاب الذى احتل جزءا من الرصيف فها هو «يوضب» بضاعته فى تناسق وتناغم.. يحرص كل دقيقة على تلميعها من غبار الشارع.. لا يعلو صوته بالنداء.. فقط ينظر إلى عيون المارة وقادة السيارات، فبنظرة واحدة يعرف من الزبون القادم. ولا يمانع من استخدام أحد الألعاب التى يبيعها لتشاهد بنفسك كيف تعمل، فربما يجذب انتباه ابنائك فيدفعونك دفعا للشراء.
حتى فى وسائل النقل العام، لم يعد البيع والشراء فقط عرضا وطلبا ولكنه تطور ليكون فنا فى جذب الانتباه، فها هى تلك الفتاة تقتحم عربة السيدات وتتوسطها لتعرض بضاعتها من أدوات التجميل ..تتحدث عن مميزاتها وتعرض ألوانها لتنتقى منها «البنات»، ولا تكتفى بالحديث فترفع زجاجة المياه وتضع بضع قطرات على يدها لتؤكد أن بضاعتها مقاومة لكل المتغيرات. استطاع هؤلاء البسطاء أن يطوروا فى مهنتهم سعيا للرزق لأن «الرزق يحب الابتكار».