عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
المواجهة المجتمعية لكورونا
17 مارس 2020
رأى الأهرام


مع تزايد خطر فيروس كورونا بعد انتشاره فى العديد من دول العالم وتزايد عدد المتوفين والمصابين, فإن أهم سلاح فى مواجهة هذا التحدى هو مبدأ الوقاية خير من العلاج, وذلك لمنع انتشاره واحتوائه سريعا.



وقد اتخذت الحكومة المصرية العديد من الإجراءات الاحترازية والاستباقية المهمة مثل تعليق العمل بالمدارس والجامعات، وغلق مراكز الدروس الخصوصية، وتعليق الأنشطة الرياضية والثقافية، وكذلك التجمعات العامة، وهو ما يعكس احترافية كبيرة للدولة المصرية بكل مؤسساتها فى إدارة الأزمة والتحرك المبكر لتجنب التداعيات السلبية, وكذلك تخصيص أكثر من مائة مليار جنيه لمواجهة أزمة كورونا, إضافة إلى الدور المهم لبعض مؤسسات الدولة مثل القوات المسلحة فى تعقيم وتطهير العديد من المنشآت التى تشهد تجمعات جماهيرية مثل محطات المترو والسكك الحديدية وغيرها, وكل هذا يؤكد حرص الدولة المصرية على حماية أرواح المصريين.



لكن إلى جانب ذلك، فإن أهم سلاح فعال لمواجهة المرض هو المواجهة المجتمعية للفيروس من جانب المواطنين أنفسهم من خلال التعامل الواعي، واتباع سبل الوقاية من جانب الأفراد, وانتهاج إجراءات استثنائية، لمواجهة ظروف استثنائية والتى تتطلب أولا إتباع الإرشادات الصحية التى تقدمها وزارة الصحة والخاصة بالاعتناء بالنظافة الشخصية للأفراد، والحرص على تطهير الأماكن التى يتواجدون فيها أولا بأول، كذلك الابتعاد عن أماكن الزحام والتجمعات الكبيرة دون أسباب ضرورية, وثانيا: تغيير نمط وسلوكيات المصريين وعاداتهم الاجتماعية التقليدية عبر تجنب الملامسة والمصافحة اليدوية وغيرها من مظاهر الحفاوة التى يمكن أن تنقل العدوي.



وثالثا: التزام الهدوء والثقة فى قدرة الدولة ومؤسساتها على مواجهة أى مخاطر محتملة, والابتعاد عن الشائعات والمعلومات الزائفة التى يروج لها البعض على وسائل التواصل الاجتماعي، وتهول من خطر كورونا، والتى تستهدف إحداث حالة من البلبلة والهلع لدى المواطنين، كذلك تجنب التسابق والتزاحم على شراء المواد الغذائية فى الأسواق وتخزينها بكميات كبيرة مما قد يسبب أزمة فى المواد الغذائية.



المواجهة المجتمعية للمواطنين واتباع أساليب الوقاية هى أهم سلاح فعال فى المعركة ضد كورونا، وهى تحتاج إلى الإرادة والوعى وتكاتف المواطنين مع الدولة ومؤسساتها والذى يعكس توحد المصريين دائما وقت المحن والأزمات.