عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
البحث عن آلية تنفيذ
12 مارس 2020
د. عمرو عبدالسميع


راح سكرتير محافظة القاهرة فى تصريحات تليفزيونية يبشرنا بعزم العاصمة على تنظيم عمل سياس السيارات ومواقفها، ولكن أهم ما فيه أن القاهرة فيها 1300 موقف سيارات منها 40 موقفا رسميا غير ثمانين رسمية أيضا هى تحت الإنشاء الآن، وأن المحافظة تدرس تعيين «سياس» السيارات بشكل رسمى وصرف أزياء موحدة لهم، والحقيقة أن هذا الكلام يعبر عن حزمة من النوايا الطيبة, ولكن هناك بعض الأسئلة لابد من ترديدها إزاء هذه الموجة الجديدة من تصريحات مسئولى العاصمة التى حملت بشارات إنشاء المواقف وتنظيم عمل السياس ومنع المواطنين من ركن سياراتهم أمام البيوت التى يقطنونها، فأولا إذا كان فى القاهرة مواقف سيارات منهما أربعون موقفا رسميا فقط، فماذا ستفعل المحافظة فى العدد الرهيب من المواقف غير الرسمية الباقية؟ وكيف ستؤسس آليات لتنفيذ مثل ذلك القرار؟ وما هى ضمانات استدامة انصياع السياس للقوانين التى تريد محافظة القاهرة تنفيذها؟ فالموضوع ليس صرف زى موحد للسياس ولكن حُسن اختيارهم وضبط سلوكهم.. ثم ما هى أيضا طريقة فرض عدم ركن السيارات «الباركينج» تحت البيوت التى يسكنها الناس، الفكرة صحيحة ولكن ما هى الآلية التى ستتبعها المحافظة لتنفيذ مثل ذلك النظام؟ ولماذا اقتصرت على مناطق الزمالك ومصر الجديدة ومدينة نصر فى المرحلة الأولى لتنفيذ هذا القرار؟ لماذا لا يتم التنفيذ فى أحياء راقية وأحياء شعبية فى الوقت نفسه. ولكن قبل ذلك الإجراء «الافتراضى» الذى تنوى محافظة القاهرة تنفيذه أليس من الضرورى ضمان وجود مواقف سيارات تكفى لاحتواء كل هذا الحجم الرهيب من السيارات الموجودة أمام البيوت والبنايات؟ وأخيرا فإن تنظيم عمل سياس المواقف هو أيضا فكرة افتراضية، لأن عمل السائس أساس الضبط والتنظيم فيه هو «أخلاقى» وليس «فنيا»، إذن فانشغال المحافظة بتعيين السياس لا ينبغى أن ينصب على تحويل السائس إلى موظف يرتدى زياً موحداً فقط، ولكنه يجب أن يتم وفق عملية «مراقبة» دقيقة لسلوك السائسين الحاليين، فما هى الآلية التى ستراقب المحافظة بها سلوك السائس، بخاصة إذا طبقت أسلوب العداد الإلكترونى الذى يحسب ساعات الانتظار بما يؤثر على دخل السائسين الضخم من البقشيش والإكرامية؟!