عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
لا بديل عن الفراق
12 مارس 2020
فاروق جويدة


أصعب الأشياء أن تخسر صديقا وفي زحام العلاقات الإنسانية العابرة يصعب عليك الآن أن تكسب صديقا، لقد أصبح مثل الجواهر النادرة ما أكثر الأشياء المزيفة حولك وقليلا ما تجد أمامك بريق صداقة حقيقية.. لا تراهن الآن أن تخرج من هذا الزحام بصديق جديد وإذا كان لديك بعض صداقات قديمة فاحرص عليها ولا تفرط فيها، الصداقة ليست مجاملات عابرة إنها العمر والمواقف والزمن، إن الصديق الحقيقي هو ذلك الإنسان الذي تجده بجانبك في ساعة الشدة انه عيناك التي تري بهما ويداك التي تستمد قوتك.. إنه ذاكرتك التي تحفظ كل أسرارك.. إن الصديق يعرف عنك أكثر مما تعرف أنت عن نفسك ما أكثر الحكايات التي سمعها وسجلها وأنت لا تدري عنها شيئا فقد نسيت.. والصداقة في زمان مضي كانت اغلي ثروات البشر وما أكثر المشروعات التي أقيمت بين شخصين بلا حسابات أو دفاتر وما أكثر الأموال التي جمعت بين الناس بالحب والترفع وما أكثر الأزمات التي اختبر الناس فيها معادنهم.. إن الصداقة أرقي أنواع الذهب لأنها مع الأيام تزداد قيمة وبريقا.. ومن أسوأ أزمات العمر أن تفقد صديقا لأي سبب من الأسباب، تبدو الأيام مظلمة موحشة وتتمني وأنت تعيش محنة عمر أو ضيق لو وجدت هذا الصديق لكي تنقل إليه شيئا من همومك وأحزانك وللأسف لقد اختفي ورحلت معه ذكريات زمن جميل.. وفي أحيان كثيرة تفقد صديقا بلا أسباب.. أن تتغير المواقف أو تتبدل المصالح وللأسف الشديد إن الحياة يمكن أن تفرق الأصدقاء في أزمات عابرة وفي أحيان أخري تختلف الأدوار والرؤي، أن تري شيئا لا يراه صديقك أو تكون له مصالح مع أطراف أخري لا تعنيك أو أن تجد فيه ما لا تحب أو يجد فيك ما لا يرضيه، هنا يكون الفراق خاصة إذا كان الأمر يعني اختلاف المبادئ والمواقف والثوابت في الحياة.. قد تخسر صديقا ولكن لا ينبغي أن تخسر نفسك..كن حريصا علي صديقك لأنك لن تعوضه في زمن أرخص الأشياء فيه المشاعر ولكن إذا اختلفت الطرق فلا بديل عن الفراق وكل شئ بقضاء.



[email protected]