عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
البطل الأسطورة
11 مارس 2020
د. سهير عبد السلام


من صنع البطل الأسطورة ،هل هو الفن الهابط ؟ ام الذوق العام المشوه؟ لماذا حقق بعض الفنانين كل هذا الشهرة ثم تهاووا فجأة مع أول فعل خطأ قاموا به.. تطرح هذه الأسئلة قضية وهى دور الفن فى الارتقاء بالمجتمع، ومن يحدد هذا الدور، هل هم منتجو الشباك ام واضعو السياسات الثقافية والتربوية من الصفوة، ونتيجة لغياب دور الصفوة انحدر الفن وتحكم فى مقاليده منتجو أفلام المقاولات، ويرى الفيلسوف هربرت ماركيوز ان الفن يجب أن يكون اقطاعيا، اى يمثل قيما عليا متسامية، حتى وإن كانت تلك القيم غير موجودة فى الواقع،حيث انه بإمكان ذلك الفن الارتقاء بالواقع إلى تلك القيم المتسامية.



وفى مصر بلد الفنون والحضارة تراجع الفن تحت مستوى الواقع، وتصدرت نماذج رديئة الأعمال السينمائية، فأصبح البطل فى صورة مغايرة للشخصية المصرية الأصيلة ونماذجها المشرفة، بل جسدت السينما النماذج المشوهة للشخصية المصرية فى شكل محبب وجذاب وخارق للعادة، بل فى صورة شخص مكافح تقهره الظروف ليتعاطف معه الجمهور، وتتصاعد الأحداث الدرامية ليحقق البطل الثراء، الذى يحلم به البسطاء، ليصبح قدوة للشباب والأطفال، ويعلو نجم البطل إلى أن يتعرض لأول اختبار اخلاقى حقيقى فى حياته الشخصية فتتهاوى نجوميته، والأمثلة متكررة فى تاريخ النجوم، والنتيجة واضحة على منظومة القيم الأخلاقية فى المجتمع، نحن نستخدم وسائل صناعة القوى الناعمة وتعد السينما من أهمها فى صناعة صورة سلبية للمجتمع أمام العالم، لذا نتساءل عن دور مؤسسات الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة والنقابات الفنية والوزارات المنوطة بغرس القيم فى المجتمع، هل نترك قيمنا فى ايدى تجار السينما، أم أنه آن الأوان لليقظة والعمل الجاد وتفعيل الرقابة على المصنفات الفنية. ورغم أن البعض يرى أن الرقابة تقيد الإبداع، فإنه حالة الإبداع المتردى الذى نشاهده حين تصل إلى إفساد أجيال كاملة تصبح الرقابة أمرا حتميا، وقبل الرقابة لابد من إنشاء شركات إنتاجية ضخمة يشارك فيها القطاع الخاص الجانب الحكومى فى إنتاج افلام تحمل قيم بناءة إلى المجتمع. هذا هو دور يجب أن تقوم به مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة الثقافة المصرية، تلك هى مصر كما تستحق.