عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
آخر كلام.. إلا المياه
2 مارس 2020
فاروق جويدة


الموقف الغريب والمريب من حكومة إثيوبيا فى مفاوضات سد النهضة وامتناعها عن حضور المفاوضات فى واشنطن يؤكد أن النيات سيئة وأن هناك مؤامرة كبرى حول قضية المياه وأن إثيوبيا تتصور أنها قادرة على منع حقوق مصر والسودان فى مياه النيل..على الجانب الآخر فإن الشىء الغريب أن تتصور إثيوبيا أنها يمكن أن تمنع مياه النيل عن مائة مليون مصرى يعيشون على ضفاف هذا النهر من آلاف السنين.. إن إثيوبيا لديها مصادر كثيرة للمياه سواء كانت أمطارا أو أنهاراً ولكن مصر لا تمتلك غير هذا الشريان الوحيد الذى يعيش عليه المصريون.. هل يمكن أن تتصور إثيوبيا أنها قادرة على منع المياه عن مصر؟.. إن مثل هذا القرار فى حد ذاته إعلان حرب بلا أى مقدمات، ولو حدث فى أى مكان فى العالم غير مصر وإثيوبيا والسودان فنحن أمام الحياة أو الموت.. إن إثيوبيا تتصرف الآن وكأنها ملكت نهر النيل وأصبح من حقها وحدها وهذا فهم خاطئ وغياب كامل لمعنى المسئولية..إن المسئولين فى إثيوبيا يتحدثون عن بيع المياه لمصر والسودان وهذا المبدأ الخطير سيغير مسار كل العلاقات الدولية والشراكة فى مياه الأنهار وهذا يعنى أيضا اشتعال المواجهات بين الدول وربما أدى ذلك إلى حروب ومعارك ومجاعات.. لقد أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية بيانا طالبت فيه إثيوبيا بعدم تشغيل السد أو تخزين المياه إلا بعد توقيع الاتفاق النهائى بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا.



والغريب أن البيان وجد اعتراضا من إثيوبيا وهذا يعنى أن المفاوضات التى تمت فى واشنطن لم تحقق أهدافها وأن على مصر والسودان اللجوء إلى المنظمات الدولية بما فيها مجلس الأمن لعرض القضية أمام العالم كله..إن هناك خلفيات وراء موقف إثيوبيا تجاه مصر والسودان والقضية لم تعد تتحمل التأجيل أكثر من ذلك خاصة أن السد انتهى وأن تخزين المياه سيبدأ بعد شهور قليلة وربما أسابيع ولا أحد يتصور فى يوم من الأيام أن نجد النيل بلا مياه وأن تتعرض حشود من البشر لمثل هذه الكارثة.. إثيوبيا لها حسابات ومصر أيضا لها حسابات ولكن حياة مائة مليون مصرى ليست مجالا للعبث أو الخداع.