عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«أصوات النساء» تكسر الجمود السياسى
29 فبراير 2020
‎رحاب جودة خليفة


الجمود السياسى فى إسرائيل نجح فى خلق محاولات جادة للتغيير فى شكل الأحزاب واستقطاب الأصوات. هذه التحركات ليست جديدة لدى بعض الأحزاب، لكنها حتما اتخذت منحى أقوى وأكثر تأثيرا حتى لو لم تنجح فى تخطى حاجز «التقليدية» المسيطرة على مقاليد الأمور منذ سنوات. ويأتى على رأس هذه الأحزاب «أصوات النساء» و «القائمة المشتركة» و»تحالف العمل-جيشر-ميرتس».



ففى ١٤ يناير ٢٠٢٠، تم إعلان حزب سياسى جديد فى إسرائيل هو «أصوات النساء» مقدما قائمة جميعها من النساء فى الانتخابات البرلمانية الوشيكة. وهو تاسع حزب نسائى يتكون فى إسرائيل، خاصة أن المشهد السياسى يهيمن عليه الرجال، وتراجعت مشاركة النساء منذ عام ٢٠١٥، ولم تطرح الأحزاب الثلاثة الكبرى على قوائم مرشحيها سوى امرأتين فقط للانتخابات. أحزاب النساء فى إسرائيل لم تنتخب منها سوى حفنة صغيرة من النائبات على مدار السنوات الماضية. والحزب الوحيد الذى ترأسه سيدة حاليا هو اليمين الجديد، الذى تأسس فى ديسمبر ٢٠١٨ على يد أيالات شاكيد وزيرة العدل، ونفتالى بنت وزير التعليم..



لكن «أصوات النساء» يتميز بأنه حزب لكل النساء من كل الطوائف والأعراق ولا ينتمى لليمين أو لليسار حيث يضم فى عضويته من المستوطنات اليمينيات المتدينات إلى اليهوديات العلمانيات اليساريات، ومن الإسرائيليات المنحدرات من أصل إثيوبى إلى المواطنات العرب. ويجمعهن هدف واحد وهو الاعتراف بأصوات النساء ونفوذهن فى أروقة إسرائيل، من أجل مصلحة جميع الإسرائيليين. ويحاولن فى ذلك إثارة قائمة من القضايا التى قد يتجاهلها النواب بشكل روتينى - من قضايا النوع إلى التعليم والرعاية الصحية، إلى العنف ضد النساء رافعات شعار « تريد إنهاء الجمود السياسي؟ المرأة هى الحل!».



أما القائمة المشتركة أو التحالف السياسى الذى يضم ٤ أحزاب عربية فى إسرائيل فليس جديدا على الساحة، حيث تم تشكيله فى ٢٠١٥. وهو الحزب الثالث من حيث الحجم فى الكنيست. وتم تشكيله بشكل أساسى لضم الأحزاب، التى تمثل الجماهير العربية فى إسرائيل. وهى الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطنى الديمقراطى، والقائمة العربية الموحدة، والحركة العربية للتغيير. ولكن الجديد فى تحركاته هذه المرة هو سعيه وإطلاقه لحملاته فى المناطق التى يتركز بها «اليديش» أو الجاليات اليهودية المتشددة والإثيوبية والمهاجرين الروس سعيا لتضامنهم مع عرب إسرائيل، وبهدف معلن هو «كسر الجدران التى تفصل بين جميع مواطنى الدولة». كما هو شعار التحالف. وفى هذا الإطار يدفع التحالف إلى الثقة بهم حسب القضية التى تهم كل طائفة وهى التجنيد الإجبارى لليهود المتشددين وعنف الشرطة ضد الإثيوبيين والمساواة والحقوق المدنية للروس..



وفى كل الأحوال، يظل التحدى الرئيسى لكل هذه الأحزاب والتوجهات هو الناخبون الغاضبون واليائسون من الجمود السياسى، والذين فقدوا حماسهم لهذه الانتخابات الجديدة ويرون أنها يمكن أن تؤدى إلى طريق مسدود مثل عمليات الاقتراع السابقة وربما إلى انتخابات رابعة قبل انتهاء العام الجارى.