أشارت بعض الأبحاث العلمية إلى ضرورة منح دورات تدريبية للمقبلين على الزواج للتعامل الفعّال مع شريك الحياة، واكتساب مهارات التعامل عند حدوث الخلافات الزوجية، وتأتي أهمية هذه التوصية بعد ارتفاع نسبة العنف في التعامل مع الخلافات الزوجية، والتأثير السلبي على الأطفال الذين يشاهدون العنف المتبادل بين والديهم. ويتعرض أبناء المطلقين لمشاعر خيبة الأمل، واضطرابات الأكل والنوم والتبول اللاإرادي والقلق والاكتئاب، وأن نسبة تقارب نصف المحكوم لصالحهن في قضايا النفقة لاحظن انخفاض مستوى أبنائهن الدراسي، ويعد امتناع أحد الوالدين عن تنفيذ أحكام صدرت ضده نوعا من العدوان الضمني والانتقام من الطرف الآخر.

وقد أبرزت نتائج ١٨١ بحثا أجرى في ٨٠ بلدا أن مشاهدة الأطفال العنف المتبادل بين والديهم، يجعلهم أكثر ميلا للتعرض أو ممارسة العنف ضد أزواجهم وهم كبار، وأبرز مخاطر مشاهدة الأطفال العنف الأسرى، نفور الأبناء من أبيهم وربما نفور البنات من كل الرجال بالإضافة إلى تعرض هؤلاء الأطفال للتنمر لاحقا، وتشير نتائج البحوث إلى اقتران صراع الوالدين بأعراض القلق والاكتئاب لدى أبنائهم.. الأسرة هي مصدر الدعم والمساندة والرعاية النفسية للأولاد، ولا يسلم من ذلك من هم أكثر سعة مالية أو حظوة اجتماعية، وتتغير أنماط السلوك لدى الأطفال من ضحايا الطلاق والعنف الأسرى، وذلك بانتهاك حقوق الآخرين وتجاهل المعايير الاجتماعية، وكذلك الكذب والسرقة والاعتداء على الغير والهروب من المنزل. مع ارتفاع نسبة الطلاق طبقا لحصر الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وعلينا أن نولي هؤلاء الأطفال الرعاية المناسبة من الناحية النفسية والاجتماعية حتى لا يشبوا بالعقد النفسية التي تجعلهم يكررون نفس الأخطاء التي عاشوها داخل أسرهم.

أشرف الزهوى ـ المحامى