عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
لمسات أحمد نوار بين «الحرب والقناع»
24 فبراير 2020
000;


حينما تتنامى الثقافات والأفكار المتنوعة جنبا الى جنب مع أدوات الإبداع لتجمعهما لغة الجمال والفن كل ذلك بداخل كيان شخص واحد إنه هو من أطلق عليه منذ أجيال مضت، الفنان المقاتل د. احمد نوار بما له من مشوار ممتد لأكثر من خمسين عاما تكللت بقيم ومبادئ ومهام كثيرة تقلدها بنفس الروح التى بدأ بها مشواره عندما كان فى سلاح القناصة فى حرب 1973 لتؤثر فى الطريق الذى سلكه بعد ذلك وبالتالى يضع بصماته وتأثيراته من خلال ادواره باعتباره فنانا ومبدعا ثم رئيسا لقطاع الفنون التشكيلية ومديرا للهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية ورئيسا لجمعية محبى الفنون الجميلة ومؤسس وعميد كلية فنون المنيا ورئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، وعلى يديه تخرجت اجيال فى الكليات الفنية، بالإضافة لاهتمامه ودعمه الخاص بالعديد من الرؤى الفنية الشابة والمواهب المتميزة، بالإضافة لجهده المستمر من أجل اعلاء القيم الجمالية والثقافية بمجتمعاتنا المصرية بجميع محافظاتها او على المستوى العربى والعالمي.



وفى تصريحاته لـ«الأهرام» عن معرضه الذى سيفتتح السبت المقبل داخل قاعة ضى للفنون والثقافة تحت عنوان «نوار ... بين الحرب والقناع» كشف أن الفنان الحقيقى ينشغل بما يحيطه من تحولات ويعيد ربط المتغيرات لايجاد صيغ تشكيلية متنوعة سواء فى الفكرة أو الخامات.



وقد جاءت صيغة وفلسفة المعرض الحالى من خلال التأثر الواضح بكل الاحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على مستوى العالم واشارات لبدء الحروب والتلويح بها وصراعات المجتمع الدولى لتوقظ بداخله القناص المقاتل فيقدم مجموعات مصطفة من الإبداعات اولها مجموعة «معزوفة النصر» التى رسمت على نوتات موسيقية فى توحد للانغام الموسيقية مع الفنون التشكيلية فى الاحتفال بنصر اكتوبر ومحو هزيمة النكسة، ثم قدم «معزوفة الشهيد» وتشكيلات برسوم لنوتة موسيقية مؤلفة للشهيد فى استدعاء لكل النماذج التى ضحت بأرواحها من أجل سلامة الوطن واستقراره. اما المجموعة الثالثة المكونة فى المعرض فقد أكد فيها الفنان قيمة «العلم» وانه رمز للوطن وليس قطعة من القماش الملون بل نسيج لوطنا وكرامتنا، وتأتى المجموعة الأخيرة للمعرض التى رسمت بالحبر الأسود والألوان والاكليرك ليقدم رؤية خاصة عن خطورة الإرهاب وعرقلته جميع دوائر التقدم، ليؤكد أن المجموعات التى أراد بثها من خلال المعرض هى بمثابة رسائل و دعوات لنبذ العنف وضد العنصرية والارهاب ونداءات تهدف للحفاظ على الشعوب من كوارث الحروب وإعادة تدوير تروس الإنتاج، ورسالة من أجل رفع القيم الإنسانية والبحث العلمى بالمجتمعات وإنقاذ فقراء العالم من المعاناة والألم، وهكذا كانت الرؤية والرسالة وهكذا تكون القيم المضافة عندما تنطلق من داخل وجدان وعقل فنان مصرى يمثل رمزا لجيل من المبدعين والمحبين لارضنا وهويتنا ليرسل لنا طاقة إنسانية وجمالية استجمعها عبر السنين فى تراكم وتصاعد من أجل التأسيس لادوار اكثر عمقا وتاثيرا بالمجتمع والتى يمكن للفن ان يقوم بها ليكون الحاكى الزمنى والمكانى عن اشخاص بالمجتمع او المعبر عن الهوية الوطنية. فلم تكن الأحداث عند تمر مرور الكرام وتندثر، بل كانت تتبلور نحو تفاصيل وتشكيلات ورسوم يتم توثيقها بين سجلات اهم مدونى التاريخ المرئى «مثلما فعل أصحاب الحضارة المصرية القديمة» بزوايا يصعب على اصحاب الاقلام ان يصفوها او يجيدوا التعبير عنها، لتعبر الرسوم عبر كل الحواجز التاريخية والإنسانية وتبقى جماليتها كاهم مؤثر فى المتلقين خاصة من الأجيال القادمة فهم يمثلون مستقبلنا القادم.