عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أمريكا.. لا للفقراء
22 فبراير 2020
شريف سمير


فى ٦ أهداف.. رسم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منذ توليه السلطة إستراتيجية لتحجيم الهجرة والحد من تدفق الأجانب، بهدف حماية العامل الأمريكى وحقوقه، والحفاظ على الأفضل للمواطنين الأمريكيين الأصليين، وإدخال العمال فى الصناعات الرئيسية.



وبقراءة كراسة الشروط والمواصفات الرئاسية، تتضح رؤية ترامب لقبول نوعية معينة من المهاجرين لإدماجهم فى المجتمع الأمريكى، واستبعاد طائفة أخرى لاتتوافر فيها متطلبات الحياة وسوق العمل فى الولايات المتحدة، ومن تلك الزاوية تحديدا شدد الرئيس الملياردير على مستويات تعليم المهاجرين ومنح وظائف لمن يحمل مؤهلات محددة، على أن يخضع لاختبار الهجرة ويتمتع بمستوى رفيع فى إجادة اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة، لاسيما والتركيز الأكبر على جانب المهارات والقدرات التى يمتلكها المهاجر للاستفادة منها فيما يخدم الاقتصاد الأمريكى والسياسة الداخلية.



لماذا فكر ترامب فى هذا الاتجاه؟.. ببساطة لأن تركيبته الرأسمالية لاتعترف بالبعد الإنسانى فى ملف الهجرة بشكل عام. وتتعامل مع القضية بمنطق المكسب والخسارة ومايمكن أن يجنيه من وراء فتح أبواب بلاده أمام الآخر .. ومن ثم لامجال لاستقبال الفقراء والمعدمين من دول فشلت فى رعايتهم، فتضطر أمريكا إلى احتضانهم على حساب الأمن الداخلى أو فاتورة الاقتصاد.. ولذلك وضع الرئيس الأمريكى قيودا على «البطاقة الخضراء» التى يلتقطها أى مهاجر باعتبارها مصباح علاء الدين أو الفانوس السحرى الذى يجلب الحظ والسعادة والرفاهية. ولخطة ترامب العلنية فى حماية دولته العظمى من «طوفان»ملايين الفقراء المهاجرين أسبابها التى تمثل الجزء الغاطس من الجبل الجليد ويحتفظ بأسرار وحقائق هذا الجزء لنفسه ومستشاريه!.



لم ينبهر ترامب بالأرقام الإيجابية التى قفز إليها الاقتصاد الأمريكى فى العام الأول من عهده، حيث اصطدم بالفقر الذى يطارد نحو ٤٠ مليون أمريكى. ليعلق مقرر الأمم المتحدة للفقر قائلا «على الإدارة الأمريكية أن تشعر بالعار»!.



وبعبارة مختصرة، يواجه المجتمع الأمريكى فى السنوات الأخيرة «أزمة بشر» .. فبحلول



عام ٢٠٦٠، من المتوقع أن يصل متوسط عمر سكان الولايات المتحدة إلى ٤٣ عاما مقارنة بالمتوسط الحالى وهو ٣٨ عاما، بما يعنى أن أكبر دولة فى العالم تمر بأصعب اختبار إنسانى فى تاريخها مع تراجع نموها السكانى بصورة مخيفة ..وشهدت ٤ ولايات (وست فرجينيا، مين، نيو هامشير، فيرمونت) زيادة أعداد الوفيات على المواليد.



وبانحدار المنحنى السكانى من عام لآخر، انعكس الوضع على النمو الاقتصادى ليصبح مهددا بمرحلة من الركود والبطء فى العقود المقبلة.



ومن ضمن التقارير الراصدة للوضع ما ورد عن المركز الوطنى الأمريكى للإحصاءات الصحية التابع لمركز مكافحة الأمراض والوقاية عندما أشار إلى زيادة معدل الشيخوخة فى ظل تقاعد عدد كبير من العمال وتناقص نسبة الشباب، وهو اتجاه من المرجح أن يستمر مستقبلا!.



فالخريطة التى رسمها ترامب لبلاده لا مكان فيها للفقراء والهاربين من نيران المعارك والضياع فى بلدانهم.. ولكن المطلوب عمال مهرة فقط.!.