انطفأت شمس النجمة نادية لطفى عن عمر يناهز (83 عاما) فمنذ عام 1993بدأت تعانى المرض مما جعلها تقضى معظم أيامها فى المستشفيات باستثناء بعض الأيام التى كانت تعود فيها إلى منزلها وأخيرا انتصر عليها الموت حيث فاضت روحها فى مستشفى المعادي.
نادية لطفى اسمها الحقيقى بولا محمد مصطفى شفيق ولدت فى 3 يناير 1937 فى حى عابدين بالقاهرة وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر عام 1955، واكتشفها المنتج رمسيس نجيب وهو من قدمها للسينما واختار لها الاسم الفنى (نادية لطفي) اقتباسا من شخصية فاتن حمامة نادية فى فيلم (لا أنام) للكاتب إحسان عبد القدوس، ثم تألقت فى العديد من الأفلام بعضها مع العندليب عبدالحليم حافظ منها (أبى فوق الشجرة) و(الخطايا) ومع الفنانة سعاد حسنى مثل (السبع بنات) والعديد من الأفلام السينمائية منها. لا تطفيء الشمس والنظارة السوداء وللرجال فقط ومن غير ميعاد ومذكرات تلميذة والناصر صلاح الدين وباب الحديد وقاع المدينة وعمالقة البحر وزهور برية، كما خاضت تجربة العمل الدرامى للتليفزيون من خلال (ناس ولأد ناس) وعملا مسرحيا واحداً هو (بمبة كشر).
بجانب الفن كان لها نشاط ملحوظ وطنى واجتماعى فمع بداية ثمانينيات القرن العشرين زارت فلسطين وشهد لها الشاعر الفلسطينى الشهير عزالدين المناصرة بأنها: كانت امرأة شجاعة عندما زارتنا خلال حصار بيروت عام 1982. وبقيت طيلة الحصار حيث خرجت معنا فى (سفينة شمس المتوسط اليونانية) إلى ميناء طرطوس السورى حيث وصلنا يوم 1-9-1982 كما كان لها دور ايجابى فى الدفاع عن حقوق الحيوان.
وعن حياتها الزوجية فقد تزوجت ثلاث مرات، الأولى كانت عند بلوغها العشرين من عمرها من ابن الجيران الضابط البحرى عادل البشارى وأنجبت منه ابنها الوحيد أحمد الذى تخرج فى كلية التجارة ويعمل فى مجال المصارف، والمرة الثانية من المهندس إبراهيم صادق شفيق فى أوائل سبعينيات القرن العشرين ويعتبر أطول زيجاتها، والمرة الثالثة من محمد صبري، واقتربت من زميلة مشوارها الفنى ماجدة الصباحى التى كانت تتمتع بروح جميلة، إضافة إلى السلوك المحترم، وعلاقاتها الشخصية مع كل زملائها المنتمين للوسط الفني.
وعن مرضها قالت: أحب الناس ولا أهرب منهم لتقدمى فى العمر فلست ممن يخافون من الزمن ولا من أفعاله، أعترف أن شكلى وصورتى تغيرت عما اعتاد على الجمهور، لكن تقدمى فى العمر أضاف لى خبرات وتجارب كثيرة أولاها عمق التعامل والحكمة والرؤية المستقبلية، وأمتلك حرية الروح والإرادة والاختيار.. بهذه الكلمات لخصت نظرتها للحياة والمرض والعمر والجمال وأطلق عليها العديد من الألقاب منها: جميلة الجميلات.. المتمردة.. صاحبة النظارة السوداء.