عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
بيان الأزهر.. وحوار التجديد
3 فبراير 2020
أحمد فرغلى


لا ينكر أحد أن الأزهر الشريف ظل وسيظل لعقود طويلة هو المرجعية الأولى للمسلمين فى العالم كله وأن الأزهر يوجد أبناؤه وخريجوه والحاملون لواءه فى كل البلدان..لكن شهدت السنوات الماضية تطاولا على هذه المنارة الدينية العالمية.. وانساق خلف هؤلاء المتطاولين كثيرون ربما عن غير قصد أو دون فهم ، وهذا ليس بمستغرب فى ظل الحالة التى يعيشها العالم الآن من التمزق والتصارع فى كل المجالات الدينية والسياسية والاقتصادية..ولعله من حسن العمل أن طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى بتجديد الخطاب الدينى وتقديم الصورة الحقيقية للاسلام المعتدل، فكان مؤتمر تجديد الفكر الاسلامى ثمرة هذه الدعوة ورغم كل ماصاحب هذا الحوار من جدل ونقاش كبير فإن البيان الختامى الذى ألقاه فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب كان واضحا وموضحا لمعظم نقاط الجدل واللبس فقد تطرق البيان بوضوح لقضايا استغلها المتطرفون وأعداء الإسلام طويلا مثل التكفير والحاكمية والجهاد والقتل، والإلحاد، وقال الطيب صراحة الدولة فى الإسلام هى الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة وليست الدولة الدينية وأن علماء الإسلام يرفضون أيضا الدولة التى يقوم نظامها على جحد الأديان وعزلها عن توجيهات الناس.. وهو كلام مانع وجامع .. واستكمالا لحسم ثغرات المتربصين تحدث بيان مؤتمر التجديد عن موقف الاسلام بوضوح من قضايا السياحة والآثار والطلاق والانتحار وهجر الأوطان .. وأشار إلى مناطق الاجتهاد والتجديد لافتا إلى ثوابت الدين. هذا البيان لو طبقه الأزهريون بلا تشدد فسيتغير حالنا وستتغير الصورة الذهنية التى يروجها المتطرفون فى كل الأزمنة والعصور.