عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الجمال فينا
30 يناير 2020
فاروق جويدة


قالت..أين نجد الجمال..فى الشكل أم فى السلوك أم فى الفكر وأيهما أفضل أن يكون الوجه جميلا أم السلوك مترفعا أم الفكر واعيا..وكيف يختار الإنسان فى حياته إذا كان ذلك ممكنا أو متاحا..إن جمال الوجه إرادة إلهية ليس لنا فيها اختيار ولكن السلوك شيء فى يدنا وكذلك الفكر..



قلت..لقد نسينا شيئا آخر فى هذه الثلاثية هو جمال القلب. إن القلب هذا الكائن الصغير الذى يسكن جسد الإنسان هو أرقى درجات الجمال.. إنه يشع على الوجه ويمنحه الجلال والبريق ويوجه سلوك الإنسان فيكون أكثر إنسانية وإذا اجتمع مع الفكر صنع حالة من الوهج والصدق تجعل منه إنسانا غير كل البشر..إن القلب يترك على الوجه دائما شيئا غريبا إننا نضحك من القلب وليس من عضلات الوجه وهناك ابتسامة صادقة تشع نورا وبريقا فى العيون وهناك ابتسامة كاذبة يعرفها العقلاء من البشر..والقلب هو الذى يختار للإنسان ما يليق له من السلوك والأخلاق أن يكون مترفعا أو منحطا هناك قلوب لا تقبل لنفسها الوضاعة والهوان وهناك إنسان لا يبيع نفسه بأموال الدنيا وهناك إنسان آخر تجده على الأرصفة وبيوت السوء وأسواق الندالة إنه قابل للبيع مقابل أى شيء وفى أى زمان..أما جمال الفكر أن تختار من الأشياء والمواقف ما يرضاه ضميرك إن التوازن فى الفكر يختلف تماما عن الشطط والمغالاة..وهناك أمراض غير ما يعانيه الجسد..إن من أخطر الأمراض الشطط فى الفكر والانحطاط فى السلوك والكذب فى الملامح قد تجد امرأة غاية فى الجمال ولكن كل ما فيها يكذب إنها تدعى الفضيلة وهى غير ذلك وتضع تلالا من الألوان ولكنها مازالت قبيحة وتختار من الأفكار أسوأ ما فيها كلاما ووعيا وزيفا إنها ترى نفسها أجمل نساء الأرض لأنها اعتادت أن تمارس الكذب مع نفسها..وفى النهاية قد لا يكون الإنسان جميلا فى ملامحه ولكن القلب الجميل يكفيه وقد يكون بسيطا فى أفكاره ولكن البساطة تغنيه وقد يكون متواضعا فى أشياء كثيرة مثل المال والجاه والمنصب والمكانة ولكن الأخلاق ترفعه وترضيه..حاول أن تكتشف جوانب الجمال فى نفسك لأن الجمال كنوز مخفية قد لا تراها العين ولكن القلوب تعرفها..صدقنى الجمال فينا وليس حولنا.