عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«تصفية» العلماء
18 يناير 2020
‎ محمد عبد القادر


حتى «العلماء» لم يسلموا من سياسة الاغتيالات، والتى كثيرا ما لجأت إسرائيل لاستخدامها تجاه إيران وأغلب الدول العربية على مدار السنوات الطويلة الماضية، خاصة استهداف علماء الذرة والفيزياء النووية، لضمان بقائها القوة النووية الوحيدة بالمنطقة، كذلك قتل طموح دولها فى التقدم والتطور والإزدهار.



وتضج قائمة العلماء الذين وجهت أصابع الاتهام لـ «الموساد» الإسرائيلى فى اغتيالهم بالعديد من الأسماء الشهيرة داخل المنطقة، والتى تم تنفيذ حوادث اغتيالهم سواء داخل دولهم أو خارجها. ومن بين أبرز حوادث اغتيال العلماء، تأتى حادثة اغتيال العالم اللبنانى الشهير حسن كامل الصباح الملقب بـ «أديسون الشرق»، كونه أحد أبرز المخترعين العرب، حيث سجل أكثر من ٧٦اختراعا فى ١٣دولة، منها الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا.  ولقى مصرعه عام ١٩٥٣ فى حادث سيارة بأمريكا، فيما فشل الأطباء فى تحديد سبب الوفاة فيما بعد، حيث وجدت جثته غير مصابة بأى جروح، مما جعل أصابع الاتهام توجه إلى «الموساد» الإسرائيلى.



كما يأتى على قائمة الاغتيالات أيضا اسم عالم الذرة الفلسطينى نبيل أحمد فليفل، الذى اختفى فجأة، قبل أن يعثر على جثته فى ١٩٨٤فى منطقة «بيت عور» بمدينة رام الله، ورفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلى التحقيق فى مقتله.



ومن بين أبرز الأسماء، مقتل أستاذ الفيزياء الإيرانى مسعود على محمدى فى ٢٠١٠ بانفجار وقع وقت خروجه من منزله بالعاصمة طهران. وأعلنت السلطات الإيرانية فى أعقاب الحادث القاء القبض على مجيد فشي، الذى اعترف فى تسجيل تليفزيونى بتنفيذه عملية الاغتيال، بعد تلقيه تدريبات على يد «الموساد»، وحصوله على مقابل ١٢٠ألف دولار. وفى ٢٠١١، لقى العالم النووى الإيرانى الشهير أيضا داريوش رضائى نجاد مصرعه أمام منزل أسرته شرق طهران، بعدما أطلق عليه مسلحون مجهولون النار، واتهم على لاريجانى رئيس البرلمان الإيرانى وقتها، الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء عملية اغتياله.  أيضا ومن ضمن القائمة، يأتى فادى البطش العالم الفلسطينى فى الهندسة الكهربائية، والذى اغتيل فى ٢٠١٨ على يد  مجهولين يستقلان دراجة نارية أطلقا عشر رصاصات عليه قرب منزله فى العاصمة الماليزية كوالالمبور، مما أدى إلى مقتله على الفور. وضمت قائمة الاغتيالات كذلك مجموعة من أبرز العلماء المصريين، ومنها على سبيل المثال: سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية، والتى قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية، قبل أن تلقى مصرعها فى حادث بالولايات المتحدة عام ١٩٥٢، عقب دعوتها لزيارة معامل نووية فى كاليفورنيا. وبعد سنوات من مقتلها، اعترفت ريتا ديفيد توماس حفيدة الفنانة المصرية الشهيرة راقية إبراهيم أو راشيل أبراهام ليفى، بأن جدتها ساهمت فى قتل موسى التى كانت صديقتها، بعد ما حذرتها من رفض الحصول على الجنسية الأمريكية. كذلك العالم الشهير يحيى المشد عالم الذرة، الذى درس فى العراق الهندسة الكهربائية، وقاد برنامج العراق النووى، ثم لقى مصرعه فى حجرته بفندق فى العاصمة الفرنسية باريس عام ١٩٨٠، وأغلق التحقيق فى مقتله من جانب الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول، فيما ظلت أصابع الاتهام موجهة إلى «الموساد» الإسرائيلى.  هكذا، تبدو القائمة طويلة والأسماء عديدة، تلك التى يصعب حصرها من العلماء الذين وقعوا ضحايا سباق التقدم الذى تخوضه دول المنطقة منذ سنوات وحتى الآن، ذلك على غير رغبة من الكثير من الجهات العالمية، لتبقى الحرب مفتوحة مع أعداء العلم والعلماء.