عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
وجوه المعز
13 يناير 2020
مى إسماعيل عدسة ــ السيد عبد القادر


منذ الوهلة الأولى عند دخولك شارع المعز ستشعر براحة نفسية غريبة ليس لها وجود سوى فى هذا المكان، وستظل تتساءل عن السبب؟ هل لما يحمله من حالة فنية متجانسة تمزج بين الماضى والحاضر، وأصالة التراث والمعاصرة، أم لما يحمله هذا الشارع العريق من تاريخ يحتضن الكثير من العصور، أم أن السر يكمُن فى وجوه المعز التى تفتح لك باب تفاصيل وحياة البشر والتاريخ داخل هذا المكان العريق.



على طول الشارع تمتزج الآثار الإسلامية المعمارية العتيقة، من الفاطمى للأيوبى للمملوكى إلى العثمانى، بالوجوه التى ذابت بين تفاصيل المكان وتاريخه لتعكس الحياة داخل أكبر وأقدم الشوارع المصرية. أطفال هنا وهناك بمختلف الأعمار منهم من أتى ليلهو بين الممرات مع أصدقائه، وآخر يعيش تفاصيل التاريخ بشكل حى لا يُجيد شرحه سوى المكان. وعلى كنبة خشبية عتيقة تجد وجها صبوحا مبتسما أمام مقدمة كل محل حفرت تفاصيله ذكريات وتاريخ تعكسها الأعين ويفصح عنها اللسان بمجرد السلام، ووجوها أخرى لشباب يعيشون حالة من الهيام بين نغمات الموسيقى التى تمتزج مع صوت صبى المقهى وضحكات المارة. بينما يبدأ آخر بوجه بشوش جولة سياحية سريعة من باب الفتوح بصحبة أحد الزائرين الأجانب لزيارة معالم المعز، وفى الطريق يصادف من يبحث عن بيت السحيمى لمشاهدة عرض العرائس الممتع. وجوه كثيرة هنا وهناك تبدو مختلفة التفاصيل والأهداف جمعها قلب المعز لتحكى الكثير بلا كلمات.