ميجان.. شيطانة هارى!
يعشق البريطانيون التقاليد. يحترمون نظام الطبقات غير الرسمى الذى يميز بحدة بين أبناء الأرستقراطية والطبقة الوسطى والعمال. الحارس الأكبر للتقاليد هو الصحافة الشعبية التى تحدد ليس فقط الأجندة السياسية، بل والأخلاقية لأكثر المجتمعات الديمقراطية نضجا بالعالم.
تحمل الصحافة الشعبية، خاصة «الصن» التى توزع ملايين النسخ يوميا، رؤية ضيقة وشوفينية للعالم، فى قمته الأمة الإنجليزية، وعلى ذرا القمة الأسرة المالكة رمز حضارة البريطانى الأبيض ناشر التنوير لأرجاء المعمورة.
لم تستسغ هذه الصحافة المعبرة عن قطاع بريطانى عريض، يوما زواج الأمير هارى الوريث رقم 6 للعرش، بممثلة أمريكية مطلقة وملونة (يعتبرونها سوداء). كانت العنصرية فاقعة بتغطياتها لنشاط ميجان ماركل. جرى معاملتها كساحرة جاءت لتدمير الملكية من الداخل وإحداث فرقة بين الأخوين وليام وهاري. تم تصوير هارى على أنه زوج تسحبه زوجته إلى حيث تشاء.
منذ خطبتها لهارى 2016 ثم زواجهما 2018، كان المطلوب الانصياع للتقاليد الملكية الخانقة، وعندما أرادا الاستقلال بحياتهما والتوقف عن أداء مهامهما الملكية، أصبح الأمر فضيحة وعارا وتناثرت الاتهامات بالرغبة بتفكيك الملكية.
وخرجت «الصن» بمانشيت: ميجست، أى خروج ميجان من الأسرة المالكة على غرار بريكست (الخروج من أوروبا). اعتبروها ديانا أخري، تريد تغيير تقاليد تعود لمئات السنين، لكن جريمتها أكبر. ديانا كانت بيضاء، أما ميجان فتحمل كل الشرور والموبقات.
تقابل الملكة إليزابيث (94 عاما)، أى تصدع داخل العائلة بشدة وحسم، فهى لم تنس تنازل عمها قبل 80 عاما عن العرش لوالدها ليتزوج أمريكية مطلقة، كما لم تغادرها أزمة ديانا عندما أبلغها رئيس الوزراء تونى بلير عقب وفاتها 1997، بأن العرش بأزمة إذا لم تتحرك وتشاطر الشعب أحزانه على أميرة القلوب.
لأسابيع، قدم المسرح السياسى البريطانى عرضا على الهواء بشأن أزمة البريكست. كان العالم مبهورا بالنقاش المفتوح. مع الأسرة المالكة، الأمر يختلف تماما.. القرارات سرية، فقط تكهنات ونميمة بالصحافة، والضحية دائما من يجرؤ على مجرد التساؤل عن مغزى قرار أو أمر يخصه.. فما بالك لو كانت ميجان الشيطانة التى أحبها هاري.