عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الطاقة النظيفة.. تنتصر
28 ديسمبر 2019
‎رحاب جودة خليفة


‎تغمرنا باستمرار الأخبار السيئة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالبيئة. ولكن يظل التفاؤل قوة دافعة خاصة مع التقدم الذى تم إحرازه فى العقد الماضى وظهرت آثاره بشكل خاص فى عام 2٠١٩. ولكن للأسف تزامنت مع آثار مدمرة من ارتفاع لدرجات الحرارة وانتشار حرائق الغابات.



‎فعلى مدار العام الماضى، تصاعدت حدة الاحتجاجات حول العالم للتوعية بمخاطر البيئة، بمشاركة الملايين من طلاب المدارس فى عشرات الدول. ‎وبالتالى، انتبه الزعماء السياسيون من مختلف الأطياف لخطورة الأمر، واتجهوا لدعم أهداف مناخية أكثر جرأة، حتى أن أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة اضطرت إلى تقديم تنازلات إلى أحزاب الخضر، متعهدة بتقديم «صفقة خضراء» لأوروبا لتحقيق «حيادية المناخ» فى الاتحاد الأوروبى بحلول عام ٢٠٥٠. ‎ودعا ٢١٠ رؤساء بلديات من أوروبا إلى أهداف أكثر طموحا لخفض الانبعاثات. وأعلنت السلطات المحلية والإقليمية فى أوروبا «طوارئ المناخ» لزيادة الوعى. ‎وبالرغم من استمرار العناد الأمريكى، نجحت كل من قمة الأمم المتحدة للمناخ، وغيرها من المؤتمرات الدولية فى إقناع الشركات بأخذ دور قيادى، والاستثمار فى مشاريع للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. وتغيير الطريقة التى تستخدم بها الطاقة لتسريع السباق العالمى للتغلب على تغير المناخ. ‎ومن أفضل الإنجازات، تزايد استخدام الطاقة المتجددة بنفس سرعة التطور التكنولوجى فى سبيل الانتقال إلى مستقبل خال من الكربون. ووفقا لمنظمة التعاون الأوروبى فيوجد الآن أكثر من ١٠٠ مدينة وبلدة ملتزمة بالعمل بالطاقة النظيفة بنسبة ١٠٠ %. وتشير التقارير إلى أن مصادر الطاقة المتجددة هى الآن أرخص أشكال توليد الكهرباء الجديدة عبر ثلثى العالم. ‎وبذلك تحول الغضب والخوف وخيبة الأمل التى سيطرت على الشباب إلى عمل ملهم ملئ بالأمل من أجل عالم أكثر اخضرارا. ولا تزال الجهود متواصلة لإحداث تغييرات كبيرة فى السياسة البيئية فى جميع أنحاء العالم.