عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
المصريون يقدمون المنزل المثالى
21 ديسمبر 2019
كتب ــ أشرف أمين
نموذج لأحد المنازل الصديقة للبيئة


سعيا إلى توطين التكنولوجيا وتعظيم الاستفادة منها محليا قام فريق بحثى من الجامعة الألمانية بالقاهرة بتنفيذ نموذج لمنزل مستدام وصديق للبيئة بالاستغناء تماما عن عنصر «الأسمنت» وطرق البناء التقليدية.



ويعتمد نموذج المنزل على تقنية أعمدة الحديد المصقولة على البارد، وبهذا الخصوص يوضح دكتور مجدى منصور، رئيس قسم الجودة والاعتماد بالجامعة الألمانية أن هذه التقنية فى البناء متعارف عليها عالميا منذ أكثر من 70 عاما، كما فى حالات الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية. ويشير إلى أن هذه التقنية تطورت مع الوقت، بحيث يمكن استخدام هذه الخامات فى فك وتركيب المنازل بسهولة ويسر وخلال وقت قياسى، مضيفا أن هدم هذه المنازل لايتسبب فى تراكم المخلفات الأسمنتية، كما هو الحال مع البيوت التقليدية.



وأشار دكتور مجدى إلى أن هذه المنازل تتميز بكفاءة العزل للطاقة والكهرباء ومقاومتها للاهتزازات الأرضية، كما يمكن بناء مبانى متعددة الطوابق حتى 15 طابقا باستخدام هذه التقنية. ومن اهم ما يميز هذه التقنية المرونة والسرعة فيما يخص عمليات التركيب، أيا كانت سعة المبانى والتى قد تتفاوت ما بين مبانى لمنازل للفئات الأكثر فقرا أو مصانع أو جامعات أو حتى فنادق.



كما تتميز تلك التقنية بإمكانية تركيب وتجهيز مجمع من المبانى فى المناطق النائية والمعزولة فى وقت سريع.



أما عن تكاليف البناء فهى أقل من نصف تكلفة المبانى التقليدية خاصة بعد استبعاد خامات مثل الطوب والاسمنت واستبدالها بحوائط العزل وألواح الحديد والزجاج أو أى خامات أخرى.



كما أن النماذج المنتجة تم تزويدها بألواح من السيراميك والأخشاب المصنعة بطريقة الطباعة ثلاثية الأبعاد. ويرى دكتور مجدى ضرورة الاستفادة من هذه التقنية فى البناء، وخاصة فى ظل الحاجة الملحة لتوفير مساكن للشباب متوافقة مع نظم العزل للطاقة والحرارة ومناسبة للظروف البيئية والاجتماعية والاقتصادية فى مصر، بدلا من هدر الطاقة فى تشييد مبانى شديدة التكلفة وغير مستدامة.



ومن جانبه، يرى دكتور عمرو طلعت، وكيل كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات بالجامعة الألمانية انه لتدعيم هذه المنازل الجديدة وجعلها متوافقة مع ما يعرف بالجيل الرابع للمدن الذكية، فقد تم تزويدها بخلايا شمسية وشبكة من الحساسات لرصد ومتابعة التغيرات فى درجات الحرارة والرطوبة داخل المنزل. وذلك بخلاف رصد عوامل أخرى مثل مستوى العزل للطاقة، وتنقية المياه وجودة الهواء ومعدل استهلاك الكهرباء على مدار اليوم، بالإضافة إلى نسبة الإنارة بالمنزل.



ويوضح دكتور عمرو أن هذه المعلومات يتم جمعها عبر شبكة من الحساسات، التى تم توزيعها بجميع أرجاء المنزل، وإرسالها على نظام للحوسبة الرقمية، بحيث يمكن التحكم عن بعد فى نظم الإنارة وأجهزة الكهرباء وإدارة الطاقة بالمنزل بكفاءة عالية.



وشارك فى تنفيذ النموذج المصرى المصغر للمنزل الصديق للبيئة، فريق من المهندسين والباحثين والطلبة بالجامعة كنموذج استرشادى لما يجب أن تكون عليه منازل المستقبل.