عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
إسلام وهبان أحد ممثلى ذوى الإعاقة فى منتدى شباب العالم: بالثقافة نحارب التطرف والإرهاب
17 ديسمبر 2019
إجلال راضى
> إسلام وسط أصدقائه من مختلف الجنسيات


«الموهبة كالجريمة لابد أن تنكشف يوما ما» جملة للكاتب الساخر محمود السعدنى، تنطبق على الشاب إسلام وهبان (٣٢عاما) أحد ممثلى ذوى الإعاقة فى منتدى شباب العالم، الذى وظف موهبته فى الكتابة واهتمامه بالأدب حتى أصبح علامة فى الوسط الثقافى الصحفى، ومنحته إشارة مرور ليكون ضمن أبرز المتحدثين فى فعاليات المنتدى عن كيفية مواجهة التطرف والإرهاب بالثقافة.



وفى اتصال تليفونى بإسلام بشرم الشيخ قال: ولدت مصابا بمرض ضمور العضلات، وبحثت أسرتى عن علاج داخل مصر وخارجها ولم تجد، فقررت عمل كل ما بوسعها لأكون فى أفضل وضع ممكن وساعدهم على ذلك تفوقى الدراسى، فقد كنت دائما من الأوائل، وقد يكون أحد أسباب ذلك هو تعرضى للسخرية عندما كنت فى الصف الأول الابتدائي من إحدى زميلاتى مما جعل المعلمة تعاقبها ورغم سنوات عمرى الصغيرة حينها، إلا أننى شعرت بأن الرسالة التى يحتويها هذا الموقف هى ألا أتخلى عن التميز فى مشوار حياتى ليس فى الدراسة فقط، بل فى كل شىء حتى إذا تكرر هذا الموقف.



وأضاف: مرت سنوات الدراسة وأنا متمسك بهدفى وكل عام أكون فى مقدمة الأوائل حتى وصلت للصف الأول الثانوى ونتيجة ضعف العضلات خاصة عندما اشعر بالبرد لم أتمكن من الكتابة فى الامتحان بنفسى واستعنت بمرافق لكن لصغر سنه وضعف مستواه التعليمي لم يتمكن من كتابة الإجابات الصحيحة التى كنت أمليها عليه وتكرر الموقف ذاته فى الثانوية العامة وحصلت على مجموع ٩٠٪ وضاع حلمى فى الالتحاق بكلية الهندسة، وحل مكانها كلية التجارة التى لم أكن اعرفها أو حتى أسمع عنها من قبل لذلك كانت هذه من أكبر صدمات حياتى، لكن سرعان ما تقبلت الموقف وعدت مرة أخرى إلى الاهتمام بالمذاكرة والمواظبة على حضور المحاضرات حتى حصلت على تقدير فى نهاية العام.



وعن الحياة بعد الجامعة والحصول على فرصة عمل قال إسلام: بعد التخرج حصلت على مجموعة كبيرة من الدورات التدريبية فى المحاسبة، الكمبيوتر واللغات، وكلما ذهبت لعمل المقابلة الشخصية يتم رفضى ويكون المبرر عدم أمكانية تعيينى ضمن نسبة الـ٥٪، واستمر هذا الوضع عاما كاملا لم أعمل فيه إلإ من خلال أعطاء طلاب كلية التجارة دورات تدريبية فى المواد الدراسية، بعد ذلك وجدت فرصة عمل كمحاسب فى إحدى الشركات.



ويكمل: هنا بدأت أشعر بتحقيق الذات واتجهت إلى كتابة شعر باللغة العامية الذى أهواه منذ الطفولة وأحفظ منه أبيات كثيرة.



يذكر إسلام: كتبت مجموعة من قصائد شعر العامية وتم نشرها بصحف كبرى ومواقع شهيرة وتلك كانت البوابة لدخولى إلى عالم الصحافة حيث تلقيت عرضا بالعمل كصحفى متخصص فى الشأن الثقافى وبالفعل وافقت وخلال فترة وجيزة توليت مسئولية رئاسة القسم الثقافي فى أحد المواقع، ثم أصبحت مدير نادى القراء المحترفين على موقع فيس بوك وهو يهتم بالقراءة والأدب.



ويواصل حديثه: أهم شىء تمكنت من تحقيقه من خلال العمل بالصحافة أنى كتبت مقالا بعنوان «أمى المثالية » وذلك العام قبل الماضي وقد لاقى المقال صدى كبيرا فى الإعلام دفع مجلس رئاسة الوزراء إلى اختيار والدتى أما مثالية وتم تكريمها، كانت سعادتى لا توصف لقدرتى على التعبير عن جهودها معى فى رحلة حياتى فى كلمات بسيطة وصلت إلى الجميع لأقول لهم أنها سيدة عظيمة وأرد لها ولو ١٪ من كل ما فعلته ومازالت تقدمه لى لذلك أقدم لها ولوالدى كل الشكر والعرفان وأقول لهم إنى سأظل أسعى وأعافر مع الحياة حتى لا يضيع مجهودهما.



أما عن مشاركته حاليا بمنتدى شباب العالم يوضح: تلقيت دعوة لحضور منتدى شباب العالم للحديث عن كيفية مواجهة التطرف والإرهاب باستخدام الوسائل الثقافية المختلفة وخاصة بالنسبة للشباب، وهذه فرصة كبيرة لتوضيح ذلك وسط تجمع عالمى يكشف توجهات الشباب فى مختلف المجالات ومن خلال اللقاءات مع الشباب وجدت أنهم يهتمون بالقراءة والأدب الذى أرى أنه يوحد الشعوب.



ويوضح إسلام: من خلال المناقشات فى المنتدى وجدت أن الشباب الذى يقرأ بمعدل قليل يعتمد فى حصوله على المعلومات الثقافية من مشاهدة أفلام الخيال العلمى وذلك مثلما اخبرنى شاب فرنسى، والكتاب بكل أنواعه هو البداية لتشكيل عقل ووجدان الإنسان لذا أجد أن أكبر مشكلة تواجه تنشئة جيل لديه وعى ثقافى هو حصر الثقافة فى نوع ولون واحد كالأدب الكلاسيكى مثلما يردد مدعو الثقافة، والحل هو تبسيط الأشياء وتقديمها بشكل مشوق حتى يقبل الأطفال والشباب على القراءة لذلك يجب الاهتمام بالأقاليم وإقامة مكتبات هناك نظرا لانعدام وجودها، وقد يكون الحل السريع هو المكتبات المتنقلة مثل عربة الحواديت التى ظهرت مؤخرا.



وعن أحلامه يقول إسلام: أحلم بالتقدم فى حياتى المهنية حتى أقدم برنامجا ثقافيا على الشاشة الصغيرة وإنشاء موقع إلكترونى متخصص فى الشأن الثقافي وان أظل متميزا دائما وأبدأ فالتميز هو عنوان حياتى.