عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«كوما» ابتسامة من النوبة
14 ديسمبر 2019
كتبت ــ ريم عزمى
«كوما» ابتسامة من النوبة


تعتز الفنانة التشكيلية زينب محمود بجذورها دوما، وتسعى من خلال لوحاتها المميزة للتعريف بثقافة وحضارة النوبة. وقدمت الفنانة عددا من المعارض، سواء الفردية أو الجماعية، لتأكيد أهمية هذه المنطقة من بلادنا، مستخدمة ألوان الأكريليك على خامات مختلفة، منها التوال، مثل معرض «النوبة حضارتى» و«أنوبا»، أى أرض الأجداد باللهجة النوبية. ويتجدد اللقاء مع مشاعر الفرح والشجن والمناسبات الاجتماعية المغرقة فى التراث النوبى، من خلال أحدث معرض لها تحت عنوان «كوما»، التى تعنى «حكاوى نوبية»، فى قاعة وهبة العطار بالزمالك خلال الشهر الحالى.



وتقول الفنانة النوبية إنه بفضل نشأتها فى جنوب مصر المشمس، وما نتج عنها من إثراء لشخصيتها، من خلال العادات والتقاليد والأفراح النوبية والحقول والمنازل والزخارف الفطرية الممتدة فى عمق التراث المصرى، فقد حاولت ترجمة كل ذلك بصدق من خلال الإيقاعات والتناغمات اللونية المبهجة فى لوحاتها. وتضيف أنه من اللافت للنظر أن مشاعر النوبيين النبيلة والمتأثرة بوادى النيل والمختزنة من آلاف السنين لعبت على عناصر التكرار والتنوع فى المجال الفنى، بعيدا عن الرتابة والملل، وأغلب هذه الإبداعات أسهمت فيها المرأة النوبية.






وتحرص الفنانة على تصوير النوبيين بأزيائهم البيضاء الناصعة، التى تعكس عشقهم للنظافة والبهاء، وتؤكد أن عمائم الرجال البيضاء هى تيجان على رؤوسهم. كما أن المرأة النوبية ترتدى ثوبها التقليدى (الجرجار) فوق أفخر الفساتين الزاهية، وبجانب اهتمامها بزينتها الشخصية، فلها دور فى بناء عش الزوجية، خاصة احتياجات البيت، وأبرزها أطباق الخوص متعددة الأشكال والأحجام.



وتوضح الفنانة التشكيلية أن الأسرة لديها حجرة تسمى «الديوانى»، وهى حجرة مزينة يتم فيها تناول الشاى.



كما يتم فيها تنظيم أمسيات سمر يشارك فيها المطربون النوبيون بـ«الطنبورة»، وهى آلة موسيقية نوبية قديمة تشبه «السمسمية» المستخدمة فى مدن القناة. أما الرقص عند النوبيين على إيقاع الطبول، فهو ليس مجرد حالة للتعبير عن الفرحة والبهجة بقدر ما يعبر عن المشاركة الاجتماعية لطقوس الميلاد والحصاد والمناسبات الدينية على اختلاف أنواعها.