هل تخيلت نفسك تقرأ كتابا ممتعا مع كوب من القهوة الساخنة فى ركن الياسمين
ليس حلما صعبا ولا لوحة تشكيلية معلقة على حائط امنياتك بل هو مكان قريب جدا منك واقرب مما تتصور، يمكنك الدخول إليه مجانا والاستمتاع بكتاب جديد وكوب من القهوة تعقبه مناقشة شيقة مع محبى القراءة، كل ما عليك أن تسأل عن ركن الياسمين وهو ناد للكتاب تأسس قبل خمس سنوات، من محبى القراءة وعشاق الكتب يلتقون مرة شهريا أو نصف شهرية فى احدى المكتبات أو الاماكن العامة لتشجيع القراءة
ما يميز ركن الياسمين هو بساطة فكرته وعمق اهدافه فلم يتكلف الأمر أكثر من «بوست» «كتبته» شابة حديثة التخرج هى ياسمين الجندى تدعو أصدقاءها من محبى القراءة للاتفاق على قراءة كتاب محدد يتم التصويت عليه ثم ترتيب لقاء فى مكان يتفق عليه لمناقشة الكتاب. صاحبة ركن الياسمين كانت قد حصلت للتو على شهادة جامعية فى الادارة المالية لكن عشقها للقراءة كان هو هوسها الصغير، ترددت ياسمين وشاركت فى العديد من الفعاليات الثقافية ونوادى الكتب، وعملت فى عدد من الشركات المالية والبورصة والبيزنس لكن ظل حلمها أن تصبح صاحبة مكتبة ودار نشر كامنا فى مكان ما من قلبها، حتى جاءت اللحظة التى قررت فيها ان تتصرف بإيجابية وتدعو أصدقاءها للقاء.
وتقول ياسمين: فوجئت باستجابة رائعة من الاصدقاء وبالفعل اتفقنا على اللقاء وكنا ثمانية أشخاص ليس أكثر لكننا استمتعنا بالفكرة وبالقراءة الجماعية، وشيئا فشيئا بدأت الفكرة تكبر وتصبح واقعا واصبحنا فريق عمل متكامل نلتقى مرة شهريا ثم مرتين ونقرأ كتابا واحدا كل شهر ثم أصبح الكتاب كتابين وتقول: اليوم أصبح عددنا أكثر من 450 عضوا ولا يقل عدد الحضور عن عشرين فى كل مرة نقرأ فى جميع المجالات والإصدارات القديم منها والحديث وحتى الآن ناقشنا أكثر من خمسين كتابا، بالإضافة إلى الندوات واللقاءات الثقافية المختلفة التى استضفنا فيها عددا كبيرا من الأدباء والكتاب والروائيين.
الدخول إلى ركن الياسمين بالمجان ولا يكلف الزائر شيئا عليه فقط أن يقرأ الكتاب موضع المناقشة ففريق العمل يتفق مع احدى المكتبات المختلفة لاستضافة النادى ويعلن عن مكان اللقاء، تستفيد المكتبات من الزوار سواء رغبوا فى الشراء أو لم يرغبوا فالتردد على المكتبة فى حد ذاته مكسب كبير.
لم تكتف الفتاة العشرينية بناديها أو ركنها الصغير فقد تخرجت فى هذه الأثناء فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب ثم أصبحت عضو إدارة منتدى شباب العالم يدفعها شغفها للمشاركة بإيجابية وفعالية فى تغيير مجتمعها وخدمته، لكنها اختارت مجالا لم يسبقها إليه أحد وهو تشجيع القرءاة.
ياسمين تنظم حملات للتبرع بالكتب للمدارس فى أكثر من محافظة بدءا من القاهرة والجيزة وحتى أسيوط والشرقية وهى أيضا تقوم برفع كفاءة المكتبات وتجهيزها من الصفر أيضا فى بعض دور الأيتام ودور المسنين، كما نظمت حملة للتبرع بالكتب لمكتبة مستشفى الصحة النفسية بالعباسية وعدة حملات أخرى ناجحة.
سيارة ياسمين تحولت الى مكتبة متنقلة من كثرة الكتب التى تنقلها هى وزملاؤها فمن يرغب فى التبرع بمكتبته يتواصل مع الفريق ليمر ويأخذ الكتب لحين فرزها وتصنيفها ثم توزيعها على المدارس ومراكز الشباب.
خمس سنوات مرت وترعرع الياسمين فى ركن القراءة ولكن صاحبته مازالت تحلم بأن تصبح لديها مكتبة ودار نشر وتقول: أحلم بأن يكون لدى مكان تباع فيه الكتب والورد والقهوة وتعزف فيه فرق الشباب الموسيقى ويرسمون لوحات الفن التشكيلي، باختصار تكون مركزا متكاملا للفنون والثقافة، وأن يصبح فى كل مكان فى مصر ركن للياسمين والقراءة.. هو ليس حلم ياسمين فقط بل احلامنا جميعا لمصر تقرأ فى ركن ياسمين.