تطل علينا من بعيد ذكريات الماضى، نفتش فيها من أيام البراءة، يأخذنا الشوق والحنين لتفاصيلها، الى تجمع الصديقات فى حفلات البنات، نتمنى استعادة هذا الزمن، فتتجسد أمام أعيننا لقطات الذكريات فى لوحات متكاملة العناصر تضج بالأضواء والملابس الملونة والموسيقى والحلوى، عندئذ تبدأ الحفلة.. بهذا العنوان يقام حاليا معرض الفنانة جيهان سعودى بجاليرى ارت كورنر بالزمالك.
فى لوحاتها تسترجع الفنانة ذكريات طفولتها وفترة المراهقة خاصة أوقات لقاء الصديقات، تقول جيهان سعودي: هناك ربط بين ذكرياتى السعيدة وحفلات البنات، بأضواءها وبهجتها وألوانها، والأهم الحكاوى والنميمة على استحياء، فكل هذه المشاعر لا تمر مرور الكرام، ولكن أجدها تنساب بداخلى بسلاسة، لتظهر أثناء تجربتى الفنية الدرامية على السطح الأبيض، فأرى كل الألوان تفرض شخصيتها وآراءها ووجودها فيتنافس الخط مع اللون والمساحة الفارغة مع التفصيل، وتضيف معرضى يسترجع ذكريات الطفولة بكل تفاصيلها الملونة، وسرد القصص والحوارات والاستمتاع بالألعاب والزينة والألوان والحلوى وشرب القهوة، فقمة التمسك ببراءة الطفولة تظهر بمنتهى نضج الأربعين.
وتعبر الفنانة من خلال أعمالها عن رؤيتها الخاصة لذكرياتها مع الماضى، والذى ارتبط بداخلها بأوقات التجمع مع الصديقات، فجاءت الألوان متوهجة جاذبة لعين المتلقى، كما تخاطب الفنانة فى أعمالها المشاعر فلا يسع المشاهد عندما يقف أمام احدى لوحاتها سوى ان يبتسم، فكأنه بالفعل داخل إحدى حفلاتها، كما ان عناصر اللوحات مترابطة بشكل انسيابى يميل إلى التجريدية فى بعض الأحيان، اهتمت مسعودى بتكوين اللوحة ككل دون الدخول فى دراسة العناصر والتفاصيل الصغيرة. مما ساعد على نجاح إيصال فكرتها للمتلقى، وجوه الفتيات فى أعمالها دائما تحمل الملامح المصرية كتأكيد على الهوية، يستمر المعرض حتى 30 نوفمير الحالى.