عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
"ويبتلع كابول".. رسوم متحركة تعاند القهر
26 نوفمبر 2019
كتبت ــ نهلة عابدين


حول تحدى الموت والإصرار على البقاء فى ظل القهر والظلم، حولت المخرجتان زابو بيريتمان وايليا جوبى ميفيليك رواية The Swallows of Kabul للكاتبة ياسمينا خضرا، إلى شريط إبداعى من فئة الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد التى نبضت نبضا بالحياة، من خلال الفيلم الأفغانى «ويبتلع كابول» والذى عُرض ضمن فاعليات المهرجان.



وتدور أحداث الفيلم فى أواخر التسعينيات حول عهد طالبان الذى أغرق المجتمع فى الظلام والجهل والقهر، وذلك من خلال اثنين من الأزواج يتشابك مصيرهما من خلال الموت والسجن، وتلقى الأحداث الضوء على الجانب المحافظ والذى يمثله الزوجان عتيق ومسرات، بحرصهما على تقاليد الحياة الأفغانية.



ويعمل عتيق حارسا فى سجن النساء بينما مسرات التى تعانى المرض، تسعى جاهدة أن تبقى قوية حتى النهاية. وبالتوازي، الجانب الحديث الشاب للمجتمع ممثلا فى زوناريا ومحسن، المتصادمين مع كل التقاليد فى ظل حكم طالبان، فقدا وظائفهما كمحامية ومعلم فى الجامعة، ويعانيان من صعوبة فى الحياة اضطرتهما إلى بيع ممتلكاتهما من أجل لقمة العيش، إلا أنهما اعتزما الحفاظ على قيمهما الحديثة، ثم تأخذ الحياة منعطفا بسبب خطأ من أحدهما لتتاشبك فيه حياة هؤلاء الأزواج المتعارضة تماماً، وبرغم من ذلك اتفقا على شيء واحد وهو التمسك بالأمل ومحاولة التصدى لإرهاب «طالبان».



أجمل ما فى الفيلم، هو التمسك بالأمل ومحاولة التصدى لارهاب «طالبان»، حيث نجد الزوجة العاشقة لزوجها تلقى فى السجن بعد موته، وتقوم زوجة الحارس التى تقطن بزنزانة مجاورة بارتداء ملابسها بدلا منها عندما تعرف أن طالبان يريد قتلها، ويتم بالفعل قتل زوجة الحارس العجوز. وتصبح التضحية هى الثمن الذى يتم دفعه من أجل الحب، وعندما يكتشف الأمر، يقوم الحارس فى مشهد انسانى رائع بتهريب الشابة ودموع التحدى تملأ عينيه، لتهرب الشابة الأفغانية إلى عالم التاريخ والفن الذى كان زوجها ينوى الرحيل إليه، ويفتح العالم بابه لها .