عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
العنف ضد المرأة بين الصمت والعار
25 نوفمبر 2019
أعد الملف دينا عمارة ــ هدير الزهار - شيماء مأمون - اشراف : هناء دكرورى
العنف ضد المرأة


 «أى فعل عنيف يترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية البدنية أو الجنسية أو النفسية بما فى ذلك أيضا التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القمع أو الحرمان من الحريات سواء حدث ذلك فى الحياة العامة أو الخاصة».. هكذا قدمت الجمعية العامة للأمم المتحدة تعريفا بـ «العنف ضد المرأة»فى إعلانها الصادر فى 1993.

ورغم مرور أكثر من عقدين على هذا الإعلان،وإطلاق مئات المبادرات وسن عدد كبير من القوانين للقضاء على العنف ضد المرأة حول العالم،لا تزال الممارسات المجحفة ضد «نون النسوة» مستمرة متجاوزة الحدود الجغرافية والفوارق الطبقية وأوجه التقدم الحضاري.وبمناسبة «اليوم العالمى لمكافحة العنف ضد المرأة» فى 25 نوفمبر (تاريخ اغتيال ثلاث ناشطات سياسيات فى جمهورية الدومينيكان فى عام 1960 بأوامر مباشرة من الديكتاتور رافايل تروجيللو)،كشفت احصائيات الأمم المتحدة عن أرقام مفجعة فيما يتعلق بهذه القضية الشائكة:سيدة من بين كل ثلاث سيدات حول العالم تتعرض للعنف الجسدى أو الجنسى خلال مراحل حياتها المختلفة.ربع مليون سيدة تتعرض للاغتصاب سنويا. لا يزال العنف ضد المرأة هو السبب الرئيسى فى مقتل النساء حول العالم، متفوقا بذلك على الإصابة بالسرطان أو أى مرض خطير وحوادث السير والإصابة بالملاريا.

ولكن فى واقع الأمر أن الأسوأ من الموت هو «القتل المعنوي»، اذ تتحول كثيرات إلى «جثث تمشى على الأرض» بعد تعرضهن للاغتصاب أو العنف الأسرى أو الاذلال بوصفهن «فرزا ثانيا من البشر» يستوجب التمييز ضده. وفوق ذلك كله عليهن التزام الصمت والعيش محاصرات بـ «وصمة العار»اذ ان أغلب المجتمعات تلقى باللوم عليهن فيما يتعرضن له.

وفى هذا الملف نستعرض بعض نماذج للعنف الذى تعانيه النساء.



 








الاغتصاب أقوى من الرصاصة



«أتذكر كل شيء كما لو أنه حدث البارحة، احتجزنى تحت تهديد السلاح وأساء معاملتى واغتصبنى مرارا وتكرارا، شعورى بالصدمة والإرهاق أفقدنى الوعي، وحينما بدأت أستعيد وعيى كنت أبكى بشدة وأتوسل إليه كى يقتلني، لكنه أبى ذلك وقال إننى بهذه الطريقة سوف أعانى أكثر، وبالفعل عانيت كثيرا».  الآن وبعد مرور أكثر من 20 عاما على الحرب فى كوسوفا تقف شيهريت طاهرى أمام الجميع لسرد قصتها المؤلمة التى تعرضت لها على أيدى القوات الصربية خلال الحرب.  الحقيقة أن شيهريت طاهرى جسدت معاناة الآلاف من النساء «المغتصبات» اللاتى تم الزج بهن فى حروب وصراعات سواء داخلية أو خارجية واستخدمن كـ «سلاح استراتيجي» فى حروب تقوم على الإذلال ونشر الرعب السياسى أو التطهير العرقي، وهنا يكون الإغتصاب أشبه بإلقاء القنابل أو رمى الرصاصات، إلا أن الأثر النفسى الذى يخلفه سلاح الاغتصاب يكون أشد إيلاما وفتكا، الرصاصة تقتل الشخص فوريا ولكن الاغتصاب فى هذه الحالة «موت بطئ» لضحية سيتم وصمها بالعار ما حيت. ونظرا لأن غالبية المجتمعات تتعامل مع الاغتصاب على أنه عار يلتصق بالضحية أكثر من الجاني، تأبى معظم الضحايا الإفصاح عن تعرضهن لهذه الجريمة البشعة ويفضلن عادة اجترار آلامهن فى صمت.  يحفل التاريخ بالعديد من النزاعات والحروب التى تم فيها استخدام المرأة كسلاح، بدءا من الحرب العالمية الثانية حينما قامت القوات الروسية والأمريكية باغتصاب عدد كبير من النساء الألمانيات بدافع الانتقام لما حدث لنسائهم من قبل القوات الألمانية، مرورا بحرب يوجوسلافيا التى تم فيها اغتصاب مابين 20 و50 ألف امرأة كوسيلة للتطهير العرقي، وصولا إلى رواندا التى تم فيها ارتكاب مابين ربع ونصف المليون عملية اغتصاب خلال 100 يوم كوسيلة للإبادة الجماعية، ولا ننسى بالطبع التطهير العرقى فى البوسنة والهرسك، أو ما حدث  فى العراق من اغتصاب للنساء الإيزيديات أو ضد أقليات الروهينجا فى بورما، ناهيك عن فظائع داعش وبوكو حرام فى نيجيريا.

 







صوت الضحية



فى عام 2006، كان لديها رغبة قوية فى إيجاد حل للعنف الجنسى الموجود فى مجتمعها، لذلك أخذت الناشطة الحقوقية، تارانا بيرك، التى تعمل مع النساء غير البيض فى نيويورك، ورقة وكتبت عليها «أنا أيضا» ثم حددت لنفسها خطة لإنشاء حملة تتركز حول القدرة على التعاطف مع ضحايا العنف الجنسى من النساء السمراوات المنحدرات من أوساط هشة اجتماعيا. لم تكن تارانا تدرك فى ذلك الوقت أنه بعد مرور أكثر من عقد كامل، ستأخذ  حملتها كل هذا الزخم الكبير فى جميع أنحاء العالم. الانتشار جاء بعد تغريدة انطلقت منذ عامين على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر», أطلقتها الممثلة الأمريكية إليسا ميلانو، تحث فيها النساء على التحدث علانية عن تجاربهن مع التحرش الجنسى والإساءات التى تعرضن لها من قبل المنتج السينمائى الأمريكى هارفى وينستين. ميلانو شاركت قصتها مذيلة إياها بهاشتاج يحمل عنوان «مى تو» أو «أنا أيضا»، وما هى إلا ساعات معدودة حتى تحول «الهاشتاج» إلى حملة واسعة النطاق لكسر جدار الصمت حول ظاهرة التحرش الجنسي، ليس فقط داخل الولايات المتحدة بل فى مختلف أرجاء العالم. لا يستطيع أحد أن ينكر أن حركة «أنا أيضا» غيرت قواعد اللعبة بين النساء والرجال. فالأصعب من الاعتداء الجنسى نفسه هو اضطرار المرْء إلى أن يعانى ويتألم فى صمت مطبق دون القدرة على كسر حاجز الخوف وفضح المعتدى وبالتالى القصاص فى العلن، فالكل يخشى من أحكام المجتمع والاعتقاد السائد بأن الأنثى هى السبب الأول والأخير فى تعرضها للتحرش، بينما يبقى الرجل بعيدا عن تحمل أى مسئولية أخلاقية تجاه الجرم الذى ارتكبه.هذا بالإضافة إلى غياب قوانين صارمة ورادعة تعاقب مرتكبى التحرش. ولكن قصص النساء من ضحايا العنف الجنسى التى كشفت عنها الحركة غيرت تلك الثقافة بعد أن أدت إلى إقالة أو استقالة شخصيات شهيرة من عالم الثقافة والرياضة ووسائل الإعلام.








ثقافة الاعتداء على الجنس الأضعف



لم يكن بالأمر الصادم حينما كشفت الإحصاءات الحكومية فى الهند أن هناك جريمة إغتصاب تقع كل 20 دقيقة، وإذا دققنا النظر فى تفاصيل كل قضية فلن نجد اختلافات كثيرة، فهذه فتاة تم اغتصابها بطريقة وحشية بينما كانت تركب الحافلة برفقة صديقها.

5 ناشطات يعملن فى مجال مكافحة الاتجار بالبشر، تعرضن لاغتصاب جماعى تحت تهديد السلاح من قبل مجموعة يقال إنها تتبنى عدائية شديدة «للدخلاء» فى المنطقة التى شهدت الحادث.

امرأة سويسرية تتعرض  للاغتصاب فى الهند، فى حين هربت ضحية أخرى بريطانية من نافذة شقتها خوفا من مدير الفندق الهندى الذى حاول اغتصابها.. هناك أيضا الطفلة المسلمة إيسيفا من إقليم كشمير والتى تبلغ من العمر 8 سنوات، والتى أشعلت قضية اغتصابها وقتلها فى 17 يناير عام 2018 أجواء التوتر الطائفى بين المسلمين والهندوس، خاصة بعد تصريح مشين لجنرال سابق فى الجيش الهندى دعا فيه إلى اغتصاب النساء «المسلمات» وقتلهن..  قصص كثيرة مؤسفة كشفت عما تتعرض له الفتيات فى هذا البلد، والأكثر إيلاما هى الطرق التى يقوم بها المعتدى للتخلص من الضحية حتى لا يفتضح أمره، فإما بالشنق أو برش مواد حارقة على الوجه، وأحيانا تنهى الضحية حياتها بنفسها خوفا من الفضيحة.

وعلى الرغم من التقدم الكبير الذى احرزته الهند فى مجالات عدة إلا أن  العديد من النساء مازلن  تكافحن من أجل الحصول على حقوقهن ليس هذا فقط بل أن كثيرات منهن دائما ما يشعرن بأنهن مواطنات من الدرجة الثانية.ففى أغلب حوادث الاغتصاب والعنف التى تتعرض لها النساء، يقع اللوم «على الجنس الأضعف» فى النهاية، والغريب فى الأمر حقا أن جزءا كبيرا من اللوم يأتى من  امرأة مثلهن ! فقد صرحت آشاة ميرجي،القائدة بحزب المؤتمر الوطنى فى مقاطعة غرب ماهرشتراة،فى عام 2014 بأن حوادث الاغتصاب تقع بسبب ملابس المرأة وسلوكها ووجودها ليلا فى أماكن غير ملائمة، وهو نفس المبرر الذى يسوقه الشباب، مؤكدين أن مختلف الجرائم تحدث غالبا ليلا، وأن الفتيات لا يحافظن على أنفسهن ويخرجن فى أوقات الخطر، ما ينتج عن ذلك ردود فعل سلبية من الشباب.








التفاوت فى الأجور «تمييز مستتر»



رغم عمل عدة منظمات وجمعيات دولية على سد فجوة تفاوت الأجور بين الجنسين فى دول العالم إلا أن الأمر يسير ببطء، فقد أصدرت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية مؤخرا بيانا أفاد بأن أغلب الدول الأعضاء بها تشهد تفاوتا كبيرا فى الأجور بين الجنسين، على رأسهم النمسا والمكسيك وفنلندا وكندا واليابان وكوريا والمملكة المتحدة. فالمملكة المتحدة، التى كانت شاهدة على خروج الموجة الأولى من الحركات النسوية المطالبة بالمساواة فى الأجور لاتزال نساؤها حتى يومنا هذا تعانى الأمر ذاته. وتفجرت آخر فضائح التمييز فى الأجور ضد النساء مؤخرا عندما قامت 21 سيدة من العاملات فى هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي» برفع دعاوى ضد الهيئة بسبب عدم المساواة فى الأجور، وتخضع الهيئة حاليا للتحقيق من قبل لجنة المساواة وحقوق الإنسان بشأن التمييز المتكرر ضد العاملات بها. ولم تكن تلك هى المرة الأولى التى تتهم  فيها الهيئة بالتمييز بين موظفيها. ففى عام 2017 أجبرت «بى بى سي» على نشر قائمة بأعلى نجومها أجرا، وتبين أن هناك فجوة فى الأجور بين الجنسين، وهو ما دفع المحررة المسئولة عن أخبار الصين، كارى جرايسي، للتقدم باستقالتها من منصبها، لتحصل لاحقا على اعتذار من قبل رؤسائها وتعويضات مالية. ونفس التسوية تكررت مع  الإسترالية كارولين بارلو، التى كانت تعمل بقسم التصميم والهندسة بالهيئة قبل أن تجبر على الاستقالة. فعندما أقامت بارلو  دعوى على الهيئة تتهمها بالتمييز فى الأجور بين موظفيها، سعت الهيئة لاقناعها بسحب  دعواها مقابل حصولها على 130 الف جنيه إسترلينى كتعويض عن فقدانها العمل.

و فى الولايات المتحدة الأمريكية، يحصل الرجال على أجور أعلى من النساء بنسبة تقدر بـ 18 % حيث أن 21 ولاية أمريكية فقط لديها قوانين تحظر التمييز على أساس الجنس، مما يعنى أن نحو 8 ملايين موظفة معرضة للتمييز. والتمييز لا يقتصر على الصعيد الوظيفى فقط بل  يمتد إلى المجال الرياضي، حيث  شهد العام الحالى قيام لاعبات منتخب كرة القدم النسائى برفع دعوى قضائية ضد الاتحاد الأمريكى لكرة القدم بسبب التمييز بين الذكور والإناث فى الأجور، مشيرات إلى أن الفارق يصل إلى 40 % فيما يتعلق بمكافآت الفوز. أما فى المجال الفنى فكشفت قائمة «فوربس» للممثلين والممثلات الأعلى أجرا فى العالم، عن إن هناك تفاوتا كبيرا فى إيرادات كل منهما. وتصدر القائمة للعام الحالى  «ذا روك» حيث حصل على 89 مليون دولار مقابل حصول سكارليت جوهانسون أعلى الممثلات أجرا على 56 مليون دولار. ويذكر أن الممثلة الأمريكية ميريل ستريب كانت أثارت قضية تفاوت الأجور بين الرجال والإناث من خلال الخطاب الذى ألقته عقب فوزها بجائزة الأوسكار عام 2015. كما شهد مهرجان كان السينمائى العام الماضى وقفة احتجاجية، داعية للمساواة فى الأجور، شاركت بها 88 سيدة بين مخرجة وممثلة وممنتجة. وقد ذكرت فوربس أنه من المتوقع أن تنال حركة «equal»، الداعية للمساواة فى الأجور بين الجنسين، والتى بدأت تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، شعبية كبيرة على غرار حركة «me too».



 



مناصب للذكور فقط





«غريب أمر التطور البشرى على كوكبنا.. فقد يستغرق الرجل 40 عاما ليصل للقمر بينما تحتاج المرأة 170 عاما لتصل لغرفة الاجتماعات».. هكذا استهل تقرير البنك الدولى حول الفجوة بين الجنسين وأشكال التمييز المتعددة فى الحصول على الوظائف وتولى المناصب القيادية. فرغم اقتحام المرأة مجالات كثيرة كانت حكرا على الرجال ونجاحها فى الوصول للمناصب القيادية، فمازالت تعانى من النظر لها بوصفها أقل كفاءة وقدرة على القيادة مقارنة بالرجل. فقد جاء فى التقرير أنه لدى 104 دول حول العالم قوانين عمل تقيد أنواع الوظائف التى يمكن للمرأة القيام بها مما يؤثر على اختيارات التوظيف لنحو 2.7 مليار امرأة، كما أنه طبقا لقائمة «فورتشن 500» تشغل المرأة منصب الرئيس التنفيذى فى 5% من الشركات المدرجة بالقائمة و15% من مناصب المسئولين التنفيذيين فى تلك الشركات، بالإضافة إلى أن هناك 4 دول تحظر على النساء تسجيل شركات بأسمائهن.

والأمر لا يتعلق بتطور الدول من عدمه، فالولايات المتحدة الأمريكية واليابان اللتان تعدان من أكثر الدول تقدما هما أيضا من بين أكثر الدول المعروفة بالتمييز ضد النساء فى المناصب العليا، ففى عام 2016 ورغم ترشح هيلارى كلينتون للرئاسة الأمريكية كشف عدد من المحللين عن أن الولايات المتحدة ليست مؤهلة بعد لتقبل فكرة أن تتولى المنصب الرئاسي، امرأة رغم وصولها إلى سدة الحكم فى بلدان أخرى أقل تقدما وتطورا مثل الارجنتين وليبيريا وتشيلى والبرازيل وعدد من الدول الآسيوية. وفى حين تعد اليابان صاحبة الصورة المثالية كأكثر بلدان العالم تحضرا واستنارة، فانها من أكثر دول العالم التى يهيمن عليها الطابع الذكورى الرافض لعمل المرأة، فالمرأة اليابانية ظلت على مدى عقود طويلة مهمشة غير مرحب بها فى سوق العمل وبعيدة عن المشاركة فى الحياة السياسية أوتبوؤ أى مناصب قيادية، ورغم أنها نجحت مؤخرا فى نيل الكثير من مطالبها وحقوقها فى ظل القيادة الحالية إلا أنها لاتزال بعيدة عن المساواة.








ريهانا .. والاستهزاء بمعاناتها





«لم يكن سهلا خداع الكاميرا أو الهروب من عدساتها، خاصة وأن العالم أجمع كان يشاهد ذلك الحدث الغنائى». كانت هذه كلمات المطربة الأمريكية ريهانا فى حديثها لأول مرة  لمجلة «فانيتى فير « الأمريكية، وذلك بعد مرور أكثر من ست سنوات على تعرضها للعنف الجسدى من جانب صديقها المطرب الأمريكى الشهير كريس براون ، والذى قام بضربها داخل سيارته ثم تركها على جانب الطريق فى عام 2009 ، وقد وقع هذا الاعتداء قبل توزيع جوائز حفل «الجرامي» مباشرة، وهو الأمر الذى جعلها تظهر خلال الحفل وعلى وجهها آثار هذه الاعتداءات.. وفى حين وجد البعض فى اعتراف ريهانا شجاعة كبيرة ودفعة للحملات الهادفة لوقف العنف ضد المرأة، إلا أن موقع  «سناب شات» أحد تطبيقات التواصل الاجتماعى أساء استغلال التجربة التى مرت بها ريهانا، وقام بالترويج  للعبة تسخر من هجوم كريس براون عليها ، فيما اعتبره كثيرون استهزاء واستهتارا غير مقبول .







هاروكا ناكورا..وتحطيم ثقافة الصمت





فيما اعتبر كسرا لحاجز الصمت الذى تفرضه تقاليد المجتمع اليابانى حول ما يدور داخل المنازل صيانة لقدسيتها، نشرت عارضة الأزياء اليابانية هاروكا ناكورا صورا لكدمات منتشرة على وجهها وجسمها،من جراء اعتداء زوجها الممثل الصينى جيانج جين فو عليها بالضرب .

وعلى طريقة الأفلام السينمائية قام الممثل الصينى جيانج جين فو بارتداء قناع وقبعة عند قيامه بتسليم نفسه إلى الشرطة اليابانية ، واعترف بالتعدى على ناكورا.ووفقا لصحيفة «جلوبال تايمز» الصينية فان جيانج قد يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 15 سنة أو غرامة تصل إلى 500000 ين يابانى اى ما يعادل  (4400 دولار أمريكي). ويبدو أن جيانج قد ندم عن ما فعله بحق ناكورا فاعترف بخطئه على حسابه بموقع  «ويبو» (البديل الصينى لموقع تويتر) أمام متابعيه البالغ عددهم 17 مليونا . ووجه رسالة لزوجته قائلا: «لقد أضر بك سلوكى المتهور، ولذلك فأنا أشعر بالخزى الشديد من نفسى ، كما سأتحمل المسئولية وأتقبل العقوبة».

وقد كشفت العارضة اليابانية الضوء عن قضية مسكوت عنها فى اليابان حيث ذكر احصاء أجراه مكتب مجلس الوزراء التابع لمركز المساواة بين الجنسين عام 2015، أن  2.2 % فقط من النساء اليابانيات يبلغن عن الاعتداءات التى تتعرضن لها ،فى حين تشير إحصاءات الأمم المتحدة  إلى أن واحدة من كل أربع نساء يابانيات يواجهن عنفا من أزواجهن.







سيلا .. جرأة غير معهودة







«كان من السهل أن ألتزم الصمت، لكننى اخترت الطريق الصعب. فقد أردت أن أصرخ بأعلى صوتى وأن أكون صوت آلاف النساء». بهذه الكلمات حطمت سيلا اجلو نجمة البوب التركية  حالة الصمت بشأن قضايا العنف الأسرى فى تركيا، حيث تعد القضية التى قامت برفعها ضد صديقها الممثل التركى أحمد كورال  بعد قيامه بالاعتداء الجسدى واللفظى عليها لحظة نادرة ، حيث عادة لا تقوم الضحايا بالإبلاغ عن تعرضهن للعنف.





وكان العديد من وسائل الإعلام  قام بنشر التقرير الطبى و صور لإصابات سيلا، إلى جانب شهادة جيرانها الذين سمعوا واقعة الضرب ، وقد قامت سيلا برفع شكوى ضد كورال بموجب القانون التركى الذى يعمل على حماية الأسرة ومنع العنف ضد المرأة ، والذى لم يكن يسمح فيما سبق سوى للنساء المتزوجات بتقديم شكاوى بشأن العنف الأسرى .     

وعلى ما يبدو أن ما فعلته سيلا أصبح نموذجا احتذت به أخريات حيث قالت كانان جولو، رئيسة اتحاد رابطات النساء فى تركيا إن الاتحاد تلقى العديد من الشكاوى، خاصة وأنه فى حالة إدانة كورال سوف يواجه عقوبة سجن قد تصل إلى خمس سنوات. الجدير بالذكر أنه على الرغم من أن تركيا تعد أول دولة تصدق على اتفاقية إسطنبول لعام 2011  وهى أكثر الاتفاقيات الإلزامية فى العالم لمنع ومكافحة العنف ضد المرأة، إلا أن الإحصائيات كشفت عن  مقتل 285 امرأة على أيدى أزواجهن خلال عام 2017 .








الحرمان من التعليم ظلم دائم





«العادات والموروثات البالية.. سيطرة الحركات المتطرفة والجماعات المسلحة.. تزويج الفتيات فى سن صغيرة.. الفقر المدقع الذى يدفع الفتاة للعمل بدلا من التعلم».. هذه بعض الحواجز التى تحول دون حصول الفتيات على حقهن فى التعليم. فقد أظهرت أحدث الاحصائيات لمنظمة «اليونيسيف» أن نحو 32 مليون فتاة فى سن التعليم الابتدائى و29 مليونا فى سن التعليم الثانوى وما قبله لا يتلقين أى تعليم، بينما جاء فى التقرير أن هناك 130 مليون فتاة فى مختلف الفئات العمرية غير ملتحقات بالمدارس. ويأتى على رأس الأسباب «تزويج الفتيات فى سن صغيرة» حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 15 مليون فتاة يتزوجن قبل بلوغ سن الـ 18 عاما، فهناك 117 دولة حول العالم تسمح للأطفال بالزواج من بينها 4 بلدان تمنع الفتاة من العودة للدراسة بعد الحمل، وتتصدر النيجر وتشاد وافريقيا الوسطى قائمة أعلى الزواج المبكر.

ومن ناحية أخرى، تعد الصراعات المسلحة والتنظيمات المتطرفة من أكبر العوائق أمام حصول الفتيات على التعليم، حيث تقدر اليونيسيف أن 48 مليون طفل حول العالم محرومون من الدراسة بسبب الحروب والصراعات، خاصة الفتيات حيث يخشى الآباء مما قد يتعرضن له من استهداف الجماعات المسلحة لهن وخطفهن.