عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أردوغان فقد ظله
23 نوفمبر 2019
إشراف ــ مروى محمد إبراهيم
أردوغان


عندما وضع مصطفى كمال أتاتورك أسس الدولة التركية الحديثة فى 1923، كان يهدف إلى إرساء دولة مدنية وعلمانية حديثة على الطراز الغربى، ذات اقتصاد قوى يضعها فى مصاف دول العالم الأول.



وفى 2003، صعد الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الحكم وهو يحمل إلى شعبه وعودا براقة بالانتعاش الاقتصادى والديمقراطية وحريات تمكنهم من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى ، لتتويج ميراث أتاتورك بأكبر إنجاز يمكن أن يهديه للشعب التركى.



ولكن سرعان ما سيطرت على أردوغان شهوة السلطة، وأصبح عاجزا عن التخلى عنها وبدأت رحلة الهبوط السريع بمظاهرات جيزى بارك فى حى تقسيم الشهير باسطنبول احتجاجا على سياساته، تلتها خطته لتدمير مبنى مركز أتاتورك الثقافى الأثرى فى اسطنبول بدعوى تجديده، لتصل الاحتجاجات على سياساته إلى ذروتها بمحاولة الانقلاب الفاشل فى 2016 ، ليكشر الرئيس التركى عن أنيابه ويقرر الانتقام من الشعب.



واستغل أردوغان الانقلاب الفاشل لإطلاق ما وصفه بأكبر عملية تطهير تستهدف الشعب التركى، ليسرح أكثر من 160 ألف موظف عام من قضاة إلى رجال من الجيش والشرطة وكل الهيئات الحكومية، أى ما يوازى 10% من الموظفين الحكوميين البالغ عددهم مليونى موظف، فيما اعتقل 77 ألفا منهم. واستحوذ بالقوة على أسهم وأصول ألف شركة، أى ما يوازى نحو 60 مليار دولار. واعتقل مئات الصحفيين وأغلق عشرات الصحف والقنوات التليفزيونية والمواقع الإلكترونية، لتتحول تركيا إلى واحدة من أكبر السجون فى العالم .



وواصل عمليات القمع الممنهجة ضد الأكراد ليكثف مطاردته لهم فى الداخل والخارج. لتسقط تركيا فى هوة الأزمات الاقتصادية. فى هذا الملف نستعرض نماذج لسياسات أردوغان الانتقامية من شعبه، الذى يعانى ردة سياسية واقتصادية .